عذارى في وجه العاصفة وهموم النساء
صدرت رواية "عذارى في وجه العاصفة" للأديب المقدسي جميل السلحوت عن مكتبة كل شيء الحيفاويّة، وتقع الرواية التي يحمل غلافها لوحة للفنان الروائي محمود شاهين في 234 صفحة من الحجم المتوسط.
المكان مابين الوطن فلسطين في عكا ومخيم الجلزون في رام الله، وغربة الشتات في سوريا ،الاردن، ولبنان.
الزمان اثناء النكبة وحتى سنة 1964.
"عذارى في وجه العاصفة " هن النساء الفلسطينيات اللواتي واجهن العاصفة، عاصفة النكبة وما خلفتها من تشرد، غربة، فراق ، ووجع.
نساء حملن الهمّ السياسي العامّ، والوجع الذاتي حين قصفت العاصفة حبل الوصال بين أحبتهن، أزواجهن، وفرقتهم وفرضت عليهنّ الأمر الواقع، فسلخت عواطفهن بالقهر، الفقد، والحرمان، فبقين كأشجار الزيتون صامدات يتسلحن بعزيمة الصبر والفرج.
وفق الكاتب في صقل الشخصيات، فالعذارى يحملن صفات الصبر كشخصية رحاب وصبرها على أذى حماتها سعاد، وثم طلاقها وحرمانها من ابنها علي.
وشخصية ميسون ومريم اللتين تحملتا وصبرتا على غربة أزواجهن ناصر وزياد في الشتات .
صفة الحنان تتجلى في شخصية لمياء التي اهتمت بعليّ بن أخيها طارق.
وأيضا بعمّة لمياء التي كانت الأمّ الحنون عوضا عن أمّها السيئة المعاملة .
أمّا صفة الشجاعة فكانت في شخصية رحاب حين دافعت عن نفسها حين تحرش بها الشاب ولمس خاصرتها، فضربته وأسالت الدّم من رأسه، .وأيضا في شجاعة ميسون حين خرجت تجادل من جاء لخطبتها رغم معرفتهم بأنّها مخطوبة .
أمّا الصفة السلبية فكانت في شخصية سعاد المتسلطة وصاحبة المعاملة السيئة لمن حولها فكانت نهايتها مأساوية .
من ناحية أخرى فإن الشخصيات الذكورية منها الضعيفة كشخصية أبى طارق وابنه في استسلامهم لسعاد وعدم مواجهتها، وشعورهم بالندم كان واضحا حين اعترف أبو طارق بتدمير زوجته للعائلة ولرحاب بسطوتها المالية.
أمّا صفة الحنان وروح التعاون فنجدها في عدة شخصيات ذكورية مثل العم كمال حين وقف بجانب فليحة، وساندها ورعاها هي وأولادها بعد أن فقد زوجها عقله وانتحر "وأبو أسعد وأبو اسماعيل وغيرها" وصفة الإنهزامية واليأس في شخصية حمدان زوج فليحة الذي انتحر.
تخللت الرواية عدة مشاهد حزينة، مؤثرة ،ومبكية، ورسائل من الشتات كانت كالصاعقة في وجه العذارى( مريم وميسون) حين اتضح لهن زواج ناصر وزياد في الشتات، بسبب أمر الواقع اللعين رغم الصبر والوفاء.
اللغة جميلة واضحة سلسة لامست مشاعرنا وذبنا بحرقة في تصوير الكاتب لمعاناة عدة شخصيات كرحاب، ميسون، مريم، فليحة العيسى والطفل علي بإتقان .
إستشهد الكاتب كثيرا بالأمثال الشعبية فانسابت الأمثال متناسقة مع الأحداث والواقع.
أنهى الكاتب كل مشهد من مشاهد الرواية بجملة "ما أصعب الفراق" فكانت الجملة كالعاصفة تهز مشاعرنا وتمنيت لو لم ينه الكاتب بهذه الجملة في نهاية الرواية وكانت مغايرة تحمل معاني اللقاء، كأن يقول على سبيل المثال يا رعشة اللقاء .
وسوم: العدد 707