الأدب بين الريف والمدينة ... دعوة للحوار
كيف ينظر إلى الأدب بين الريف والمدينة ؟؟ هل هناك اختلاف بالرؤيا بين أدب المدينة والأدب الريفي؟... البعض ينتصر لأدب الريف وقد يعتبره منبعا للرومانسية والجمال وأول ما يخطر بالبال لدى تذكرك الريف , الطبيعة ومفرداتها وأدواتها التي لم تهجن ولم يلحق بها التلوث البيئي , وأيضا قيل ويقال أن الريف منهل دائم للطيبة والنقاء البشري والإنساني والبعد عن ماديات المدينة وعن ملوثاتها , أما البعض الآخر فقد يرى الريف بؤرة للتخلف والجهل والتمسك بالتراث الظلامي والموروثات العفنة المسورة بالجهل وتحكم العادات والتقاليد التي لاتتناسب وروح العصر , حتى يستحضرني قول للإمام علي يقول بهذا الخصوص( لا تسكنوا القرى يذهب علمكم ) وهذا القول اشاره إلى غياب العلم والثقافة بالبيئة الريفية وعدم فاعليتها , وقد تكون المعارف أكثر انتشارا بالمدينة وأكثر فائدة فالمدينة لها مقومات الحضارة وهي منبع التجدد والتطور والتنافس نحو الأرقى والأفضل بما يحقق الفائدة والصلاح للإنسانية والإنسان وأتساءل : هل نحن كأمة تعرفنا على ثقلنا وحجمنا ووزننا النوعي بين هاتين الحاضرتين الريف والمدينة ...؟
هل يملك العرب مدن بمعنى الكلمة تحتوي على روح العصر من تقنيات علمية وثقافيه تساهم في تطوره وتطوير قدراته أم إننا نملك حواضر للعيش بكفاف يومنا ؟؟ هل نحن بداوة في مدن لا نستحقها أو لاتستحقنا ونمارس بداوتنا في مدن تطبعت بتخلفنا ؟؟ ماهو الريف بمفهومنا الحاضر ؟ وماهي المدينة بالمفهوم الكلاسيكي والمفهوم الحديث ؟؟ وأيهما ينتج ثقافة وفكر الريف أم المدينة عبر تجارب الشعوب ؟؟
وسوم: العدد 707