الشاعرة المبدعة وفاء السمان
ليلك الشعر
إني أحب الزهر بالألوان
بيدي حبيبي أولدى البستان
من أحمرٍ أو أبيضٍ أو أصفرٍ
إن الزهور طبائع الإنسان
شاعرة تعزف على وتر الحروف بريشة رسام، فتشكل بها لوحة تنطق بأعذب المعاني الشذية والأحاسيس المرهفة الرقيقة كما الليلك بألفاظ لا تنافر بينها ولا نشوز، وعبارات متناسقة ليس فيها فضول أو تقصير ، خالية من التكلف ،وتصوغ عباراتها دون إطنابٍ مملٍّ ولا إيجازٍ مخلٍّ ، فتعطف النفوس عليها بالقبول والطلاوة، وتقربها بالرونق والحلاوة ، لأسلوب بيانها طابع عام يزداد تخصصاً واختلافاً بحسب اختلاف الغرض الذي تتناوله مع المحافظة على روح واحدة يستشفها القارئ في أساليبها جميعها تجعله لا يخطئ معرفتها ، فيهمس في ذاته هذه وفاء السمان.
ولدت الشاعرة المبدعة والمربية الفاضلة وفاء السمان في مدينة حماة السورية، تلقت التعليم في مراحله الأولى في مدارس حماة و دمشق، ثم تابعت دراستها الجامعية وتخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية بجامعة دمشق.
جمعت بين الأدب والفن التشكيلي والموسيقا، ، فهي خريجة مركز سهيل الأحدب للفنون التشكيلية في حماة، وشاركت في المعارض الفنية الجماعية إضافة إلى إقامة معارض فردية خاصة بها وأجيزت في دورة موسيقية للعزف على آلة العود ثم تابعت بجهود فردية االعمل على إتقان قواعد المقامات وتظهر آثار هذه الفنون جليةً في أدبها.
الرسم فن والفنون جنوني
خط وألوان تثير شجوني
فالسمان شاعرة وقاصة مميزة تكتب الشعر العمودي والقصة القصيرة منذ المرحلة الثانوية، لكنها لم تهتم بالنشر حتى عام 2011 ولها ديوان قيد الطبع تحت عنوان: (حدثتني الوسادة ).
إن المتذوق للأدب يحار من أي ألوان الليلك في شعر السمان يقبس، فمن إبداع التعبير عن الصورة الذي يتعدى الواقع إلى رمزية لاتخرج عن دائرة التأويل الذي يقبله إدراك المتلقي على اختلافه.
كم مرة قالوا لجأ
ياحسرتي هذا الرشأ
كم مرة قالوا قضى
غدراً وفي الغاب الخطأ
بحثاً عن الأحلام لكن
في مناجم من صدأ
إلى وصف الخيل بما تحمله من أبعاد ودلالات جمالية وأخرى رمزية لاتنفك عن حاضر الأمة المظلم وماضيها المشرق الذي رأت فيها السمان رمزاً من رموز مجدها وآلات انتصاراتها.
شقراء واثقة الصهيل دمار
إقبالها في دفقه إعصار
عربية الحسن الفريد وعينها
كحلاء ترنو والرسائل غار
الخيل قد تكبو فحاذر صمتها
تحت الرماد المستكين جمار
والسمان رقيقة سامية حتى في عتابها رومانسية حالمة صادقة العاطفة عزيزة النفس شامخة دون كبر.
أمير الصمت أوغل في الغياب
وخل الشوق يمعن في عذابي
نقشت حروفي الثكلى بكحلي
ويشهد باحتضار الآه بابي
ولابد لشاعرة مثلها أن تتألم لحال الذين أبعدوا عن ديارهم فأمسوا تحت خيام لاتقيهم حر الصيف ولابرد الشتاء.
أهلي هنا يتأرجحون على جناح العاصفة
وقلوبهم قد أجهضت من فرط برد راجفة
لاصوت يعلو فوقه هذا عويل العاصفة
الخيمة السكرى هوت تحت الثلوج النادفة
والقارئ لوفاء السمان لابد أن يحتسي من حروفها قهوة الصباح التي لاتنفك عن مشاركتها بثها.
تفضل سيدي القهوة
لقد حضرتها مرة
فسمراء كما تهوى
وتسكرنا بلا خمرة
ونحن هنا لسنا بصدد الإسهاب في الحديث عن شاعرة يحتاج تناول إنتاجها الأدبي إلى دراسة كاملة وإنما هي نظرة خجولة تشير للبيب بالمكانة الكبيرة للأديبة المبدعة وفاء السمان وتؤصل لترجمة موجزة تعبر عن مدى تقديرنا لصفوة أدبائنا.
وسوم: العدد 729