عرض ونقد كتاب : الهوية وتفرّدها في النص البصري الكرافيكي المعاصر
للدكتور معتز عناد غزوان
عنوان الكتاب : الهوية وتفرّدها في النص البصري الكرافيكي المعاصر
مؤلّف الكتاب: الدكتور معتز عناد غزوان (أستاذ التصميم الكرافيكي المساعد في جامعة بغداد)
عرض: الدكتور حسين سرمك حسن
إصدار: دار ضفاف (الشارقة/بغداد) للطباعة والنشر
عن دار ضفاف (الشارقة/بغداد) للطباعة والنشر، صدر هذا الأسبوع كتاب للدكتور "معتز عناد غزوان" بعنوان " الهوية وتفرّدها في النص البصري الكرافيكي المعاصر" والذي أعتقد ، وحسب اطلاعي، أنه المعالجة الأولى في الثقافة العراقية والعربية التي تتناول الصلة بين الهوية القومية للشعوب ومرجعيات النص البصري الكرافيكي.
وقد حمل الغلاف الأخير تعريفاً بالكتاب (164 صفحة من القطع المتوسط) من مقدّمته تقول :
(لاشك أن للهوية وتفردها أثراً بالغ الأهمية في تحديد مرجعيات النص البصري الكرافيكي، على وفق تحولات الزمان والمكان. ومن خلال تلك التحولات نستطيع أن نحدد تلك الهوية وقضية تفردها من خلال العناصر التيبوغرافيكية في النص البصري الكرافيكي من جهة، أو من خلال الظواهر والتيارات العالمية الجديدة التي أسهمت في تشتت الهوية وضياعها بل والى صراع الهويات المعاصرة على وفق تلك التحولات التي قادتها العولمة الأمريكية. من خلال تلك التحولات المهمة انطلق هذا البحث من اجل تسليط الضوء على أهمية إبراز الهوية وتفردها في النص البصري الكرافيكي على تعدد صوره الفنية والتقنية) (ص 8 – المقدّمة).
ويُعرّف تصميم الجرافيك أو التصميم الغرافيكي (وهو التعريف الذي لم أجده بصورة واضحة ومستقلة في تمهيد الكتاب ولا في قسم المصطلحات) بأنه (فن الاتصالات البصرية)، وهو نهج إبداعي يقوم به مُصمّم أو مجموعة من المُصمّمين بناء على طلب العميل أو الزبون ويتعاون على تنفيذ معطياته المادية مجموعة من المنتجين (عمّال طباعة، مُبرمجين، مُخرجين، الخ) من أجل إيصال رسالة معينة (أو مجموعة رسائل) للجمهور المُستهدف. يشير مصطلح تصميم الجرافيك إلى عدد من التخصصات الفنية والمهنية التي تركز على الاتصالات المرئية وطرق عرضها. وتستخدم أساليب متنوعة لإنشاء والجمع بين الرموز والصور أو الكلمات لخلق تمثيل مرئي للأفكار والرسائل. وقد يستخدم مصمم الجرافيك تقنيات مثل فن الخط، الفنون البصرية، تنسيق الصفحات وغيرها الكثير للوصول إلى النتيجة النهائية. هذا وغالبا ما يشير تصميم الجرافيك إلى كلٍّ من العملية (التصميم) التي من خلالها يتم إنشاء التواصل وكذلك المنتجات (التصاميم). (عن الويكيبيديا).
وبتعبير أبسط فإن تصميم الجرافيك (وهذا أيضا ما لم أجده بصورة واضحة مستقلة وتمهيدية في الكتاب) هو "إنتاج عمل مبدع بسيط غير معقد يستطيع ايصال المعلومة او الرسالة للعين بصوره رائعة وجميلة ومُقنعة دون الحاجه للّغة إلا بحجم بسيط" . أمّا مُصمّم الجرافيك فهو "مِنْ يقوم بتنفيذ التصاميم برؤية مبدعة غير معقدة وذلك بإستخدام الادوات المتاحة والحديثة والذي يستطيع ان يوظّفها لمصلحة التصميم"، وهو "شخص غالبا ما يكون مؤهّلا من الناحية الفنّية الإبداعية بحيث يسهم عمله في صنع رؤية ثانية للواقع أو رؤية جديدة عبر طرق كثيرة جدا". والمصمّمون أنواع فهناك : "مُصمّم الوثائق الدعائية وتشمل الإعلانات الداخلية وتصميمات الكتب والبروشورات والكتيبات الصغيرة والمجلات والجرائد والبوسترات وأغلفة المنتجات وأغلفة أشرطة الفيديو والكاسيت والأسطوانات وقوائم الأسعار وقوائم المنتجات والكتالوجات وشعارات الشركات …. الخ ، ومُصّمم الإعلانات الخارجية وتشمل لوحات للمحلات والأسواق والعيادات والشركات …. الخ ، وكذلك إعلانات المنتجات والخدمات الخارجية وإعلانات الطرق. ومُصمّم واجهات المواقع وتشمل كل ما يتعلق بتصميمات واجهات المواقع الإلكترونية فقط بدون تعليمات برمجية . ومُصمّم الإعلانات التلفزيونية وتشمل التصميمات الثابتة والمتحركة التي تجدها على أغلب محطات التلفزيون وتجد أيضاً مقدمة وخاتمة البرامج وكذلك بعض الكليبات …. الخ. (عن موقع بيت بتصرّف بسيط).
وتتركّز أهمية هذا الكتاب في تناول تصميم المرسومات من وجهة لم تُعالج سابقاً وهي محاولة للإجابة على سؤال في غاية الأهمية وهو : "ما الانعكاسات المهمة للهوية وتفرّدها في النص البصري الكرافيكي المعاصر؟ وما الذي تشكله الهوية وتفرّدها من انعكاسات تختلف إيجاباً وسلباً؟ وتحديد تلك المؤشرات من حيث النظرية والتطبيق" (ص 11).
وتتجلى أهمية الكتاب أيضاً – وكما يقول المؤلف - في "دراسة تأثيرات الهوية وتفرّدها من حيث ترصين الظواهر الاجتماعية والبيئية ذات الطابع الحضاري وتميّزها عن الهوية اللاحضارية التي لا تمتلك مقوّمات التفرّد. وبالتالي يمكننا من خلال هذا البحث [امتلاك] القدرة على إدراك أهمية الهوية وخصوصيتها من خلال إبرازها وتفرّدها في النص البصري الكرافيكي المعاصر. فضلاً عن إسهام هذا الكتاب في ترسيخ روح الانتماء للمرجعيات الفكرية والاجتماعية والعقائدية للشعوب والتعرّف على حياتها وارثها وأهدافها الإنسانية والذي ينصب في الكشف عن انعكاسات الهوية والتفرد وأهميتهما في النص البصري الكرافيكي المعاصر) (ص 11).
وقد اشتمل الكتاب على خمسة فصول تناول الأول منها (سوسيولوجيا الهوية والتفرد وتحولاتهما) وذلك عبر ثلاثة موضوعات أساسية هي تأثيرات العولمة في الهوية وتفرّدها، والتأثيرات البيئية (الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية) وانعكاساتها في الهوية والتفرّد، ثم سيكولوجيا الهوية وتفرّدها. وأعتقد أن القسم الثالث هذا (سيكولوجيا الهوية وتفرّدها) كان يجب أن يكون هو الثاني قبل أن نبحث التأثيرات البيئية في الهوية والتفرّد.
أمّا الفصل الثاني فقد تناول المؤلّف فيه (زمكانية الهوية والتفرد في النص البصري الكرافيكي) من خلال ثلاثة موضوعات مترابطة : الأولى هي (تحليل الزمان في النص البصري الكرافيكي (الهوية والتفرّد)، والثانية هي (تحليل المكان في النص البصري الكرافيكي (الهوية والتفرد). ولم أجد داعياً لتكرار جملة (الهوية والتفرّد) بعد كل عنوان من العنوانين مادام المؤلف قد حدّد هدفه هذا في العنوان الرئيسي للفصل. والثالثة هي (زمكانية التراث وتفرّد الهوية). وهنا كان لا بُدّ أن يشير المؤلف كما هو الحال في الفقرتين الأولى والثانية إلى زمكانية التراث في النص البصري الكرافيكي.
وتعرّض المؤلف في الفصل الثالث إلى (تحوّلات النص البصري الكرافيكي المعاصر) من ناحية علاقة النص البصري بالعناصر التيبوغرافيكية (النص الكتابي والعنوانات، الصورة والرسوم، اللون)، ثم طرح موضوعة النص البصري بين التأويل والتلقي، والنص البصري والاتصال.
وجعل المؤلف الفصل الرابع (نماذج تحليلية) قسماً تطبيقياً حلّل فيه خمسة تصاميم غرافيكية حاول من خلالها – وببراعة - إثبات دور الهوية وتفرّدها في النص البصري الكرافيكي المعاصر.
أمّا في الفصل الخامس والأخير (النتائج والاستنتاجات والمقترحات) فقد طرح فيه المؤلف هذه الفقرات الثلاث مضافاً إليها ثبت بأربعة مصطلحات وقائمة بالمراجع والمصادر.
ملاحظات نقديّة أخرى :
بالإضافة إلى الملاحظات البسيطة السابقة هناك ملاحظات نقدية أخرى لا تقلّل من قيمة هذا الجهد الرائع أبداً وهي للتصويب والسعي نحو الاكتمال :
(1). لأن الهويات أنواع فكنتُ أتمنى أن يكون عنوان الكتاب أكثر تحديدا وهو (الشخصية القومية (أو الوطنية) وتفرّدها في النص البصري الكرافيكي المعاصر).
(2).لا أعتقد أنّ اللغة العربية العظيمة عاجزة عن إيجاد مرادف للمصطلح الأجنبي (غرافيك) . فنحن نعرف وببساطة إن تصميم الجرافيك أو التصميم الغرافيكي هو (فن الاتصالات البصرية) ويمكن أن نستخدم مصطلح (فن المرسومات الدعائية) مثلا أو اي مصطلح كافٍ آخر. فلماذا نصرّ على استعمال المصطلح الأجنبي من البداية حتى النهاية؟
(3). كنتُ أتمنى أن يقدّم المؤلّف في التمهيد تعريفاً مُبسّطاً عن فن الجرافيك وتاريخه ومكوّناته وأهدافه .. وهكذا.
(4). في المقدمة قال المؤلف :
(ولابد من تقديم الشكر إلى الأستاذ الفاضل الدكتور فيصل المقدادي لتقديمه الكتاب بروح علمية رائعة) (ص 9).
لكنني لم أجد تقديم الدكتور فيصل المقدادي في الكتاب (ويأتي عادة بعد المقدّمة).
(5). كان من الضروري – وكما تفرض قواعد البحث العلمي – وضع الاقتباسات بين قوسين، لا الاكتفاء بوضع رقم في الصفحة ثم تثبيته في الهامش وذكر المصدر بحيث ينهي القارىء الكتاب وهو لا يعرف ما هي الحدود الفاصلة (الأقواس) بين ما هو للمؤلف وما هو لغيره من الباحثين.
(6). في الفصل الخامس، وضع المؤلف تعريفاً بأربعة مصطلحات هي : الهوية والتفرّد والنص والمعاصر، وهو أمر غريب لأن المفروض أن يضع قائمة بتعريف مصطلحاته الفنّية الواردة في البحث وأغلبها صعب الفهم على القارىء العادي ، لا تعريفات بمصطلحات مُكرّرة ومعروفة كالهوية والمعاصرة والنصّ. فمَنْ مِنَ القرّاء يعرف بدقّة – وعلى سبيل المثال لا الحصر - "العناصر التيبوغرافيكية" .
(6). وبالنسبة للنموذج التطبيقي الأوّل الذي اختاره الدكتور معتز في الفصل الرابع من كتابه (نماذج تطبيقية) وهو إعلان عن محاضرات للمعمارية العظيمة الراحلة زها حديد في الولايات المتحدة، فعلى الرغم من الشرح الذي قدّمه عبر ست صفحات (ص 107 – 112) لم أجد اي إشارة في الإعلان تشير إلى الهوّية العراقية للمُصمّمة العراقية العالمية الراحلة "زها حديد". ومَنْ لا يعرف هويّة زها حديد الأصلية (العراقية) سيضنّها من أي بلد عربي أو إسلامي بل حتى أجنبي. وفي تعبير غريب يقول معتز (أما الزمان فقد حدّده المصمم بموعد عرض أعمال هذه المعمارية العراقية الهوية والمتفردة في أعمالها التي تعد من أبهر المصممين المعماريين العالميين في عصرنا الحالي) (ص 109) . لكن هذا "زمان" يتعلق بموعد (تأريخ بالهمزة) إلقاء الماضرات لزها حديد وليس الزمان المُرتبط بالهوية الوطنية. وبالنسبة للمكان المُعبّر عنه في الإعلان يقول معتز : (كما أكد المصمم على حركية المكان وتميز هويته العائدة إلى المعمارية حديد من خلال أسلوب العمارة التي تميزت بها، أو ما يمكن أن نطلق عليه أسلوبها الفني المعروف كهوية واضحة ارتبطت بها ذاتياً، فقد وضع المصمم تخطيطات مبسطة لعمارتها ليثبت هويتها الوطنية من خلال قوة المكان، الشكل (51)) (ص 109). وهو أمر غريب أيضاً لأن التصميم الإعلاني الذي يتحدّث عنه معتز لا يعكس أي شىء يرتبط بعراقية زها حديد سواء القديمة (السومرية على سبيل المقال) أو الحديثة أو المعاصرة نسبياً . والشكل (15) قدّمه معتز وليس مُصمّم الإعلان ، ومع ذلك فهو تصميم فنطازي ساحق لخطوط العمارة التقليدية وهو ما يميّز اسلوبية زها حديد التي لا ترتبط بالهوية الوطنية على الإطلاق. ويمكن للسيّد القارىء مراجعة أي تصميم لزها على الشابكة ليرى مصداقية ما نقوله . فتصميمات زها حديد عابرة للهويات وتتفق مع إفرازات العولمة أكثر مما تتفق مع الخصوصيات القومية. وهذا الرأي طبعا لا يقلّل من عظمة زها حديد كواحدة من أعظم المصممين المعماريين في التاريخ. والأغرب أن معتز سرعان ما يعود في خاتمة التحليل إلى مناقضة استنتاجه السابق عن تفرّد هويّة زها العراقية فيقول :
(بيد أن الأمر مختلف جداً من حيث المنجز الفني أو العمارة التي غادرت المكان والهوية معمارياً أو بنائياً بل إنها قد تشير إلى اللاهوية في العمارة واللاتفرد أيضاً بوصفها أسلوباً فنياً لا ينتمي إلى المكان، أو الهوية الوطنية، وقد تكون تيارات العولمة متطابقة مع هذه الأفكار التي بدأت تأخذ إطارها العام بالتحرر من الهوية المحلية إلى اللاهوية أو العالمية، فهي هوية لا شرقية، ولا غربية، إنما هي تيار عالمي حداثوي جديد لا يؤمن بالمكان وتراثه وهويته، أساساً للانطلاق، إنما بالمكان أساساً لإشهار تيار عالمي جديد) (ص 111 و112).
فإذا كان منجز زها حديد يقوم على اللاهوية ويتطابق مع تيارات العولمة فمن أين أتى المُصمّم بما يؤكد هويتها العراقية في الإعلان؟ أعود للقول إنه إعلان عولمي لا صلة له بالهوية الوطنية، وهو بالضد من أطروحة الكتاب المركزية.
(7). وكان على معتز وهو يحلّل الإعلان كأنموذج تطبيقي أن يفسّر ويشرح للقارىء تفصيلات مكوّناته كافة ودلالاتها المُرتبطة بالهوية. فقد شرح رمز moma (وهو موضّح في أسفل الإعلان نفسه) ودلالات اسم زها حديد ولماذا هو باللون الوردي (تعبير عن الأنوثة) وأشار إلى باقي الكتابات ولكنه تغاضى عن جملة مهمة وبحروف انكليزية كبيرة capital وبارزة وتفصل بين مفردتي اسم زها وهي FORM IN MOTION ذات الدلالة التعريفية بهوية زها التصميمية لا الوطنية ، فهل نسيها أم صعبت عليه؟؟
(8). أمّا في الأنموذج التطبيقي الرابع المتعلّق بتحليل أحد أغلفة مجلة الإيكونومست Economist الأمريكية المعروفة عن القمة الاقتصادية لزعماء العالم لعام 2015
فلدي الكثير من الملاحظات على تحليل د. معتز لها سأذكر بعضها: يقول معتز (وتجدر الإشارة إلى أن اسم هذه المجلة (الاقتصاد) أو (المجلة الاقتصادية) لعام 2015م) (ص 123).
وهو تفسير غير دقيق لأن معنى اسم المجلة Economist هو "الاقتصادي" أي الشخص المُختص بالاقتصاد (الخبير الاقتصادي). وعن وجود صورة الطفلة (اعتبرها أليس في بلاد العجائب) في الغلاف وهي تنظر إلى زعماء العالم يقول إنّها تنظر إليهم "بكل دهشة واستغراب" (ص 125). في حين أنها تعطينا ظهرها ولا يظهر من وجهها سوى أنفها . ولم يلتفت إلى صورة غريبة في التصميم وهو جعل المُصمّم الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" – من دون جميع الرؤساء - يظهر لابساً نظارة سوداء قاتمة وكأنّه من عملاء الكي جي بي!!
(9). وبالنسبة إلى الفصل الخامس، لم أجد فرقاً بين "النتائج" و "الاستنتاجات" مثلما رتّبها المؤلف في حقلين مستقلين متتابعين في هذا الفصل؛ فصل (النتائج والاستنتاجات والتوصيات). فعلى سبيل المثال لا الحصر خذ هذه الفقرة من النتائج :
(9- تفردت الهوية من خلال البيئة الطبيعية ومكوناتها المتميزة أو رموزها الطبيعية التي تعطي تميزاً للمكان في النص البصري الكرافيكي. ) (ص 136).
وقارنها بهذه الفقرة من الاستنتاجات :
(4- تعد البيئة الطبيعية وعناصرها هوية متفردة في النص البصري الكرافيكي لعدم وجود رموز تراث حي كما تتمتع به بعض الأمكنة ذات الإرث الحضاري. ) (ص 137).
والشىء نفسه يصح على أغلب الفقرات الأخرى حيث نجد الفارق في الصياغة اللغوية لا المحتوى المضموني.
كما أن عنوان الفصل الخامس كان (النتائج والاستنتاجات والتوصيات) ، أي يحتوي على ثلاث فقرات فقط هي النتائج والاستنتاجات والتوصيات، لكن المؤلّف أضاف فقرة رابعة (رابعاً:التعريف بالمصطلحات الواردة في الكتاب). ومن اشتراطات البحث العلمي وضع إشارة إلى الفقرة الرابعة في العنوان مادام الكاتب قد جعلها قسماً مستقلاً. وفي العادة يكون ثبت المصطلحات ملحقاً بفصول الكتاب وقد جاء "غريباً" على النتائج والاستنتاجات والتوصيات.
والأغرب من ذلك هو جعل المؤلف قسم المصادر والمراجع الذي يكون مستقلاً عادة وفي نهاية الكتاب جزءاً من الفصل الخامس (خامساً: المصادر والمراجع) . كما أن المؤلف لم يشر إلى هذه الفقرة في العنوان أيضاً.
الرأي النهائي :
هذا كتاب فريد في موضوعه . وهو أوّل محاولة عراقية إن لم تكن عربيّة في بحث هذا الموضوع الشائك والخطير. أبدع المؤلف في تحليل النماذج وبصورة عميقة ودقيقة. دعّم المؤلف وجهات نظره بالعديد من النماذج التوضيحية (النصوص البصرية الغرافيكية) التي أسندت تحليلاته وبسّطت الأفكار المُعقّدة أمام عيني القارىء ورسّختها في ذهنه.
كتاب مهم جدير بالقراءة .
تحية لدار ضفاف ولتصميم الغلاف الجميل الذي وضعه د. باسم الياسري.
وتحية للدكتور مُعتز عناد غزوان على جهده المتفرّد والشامل والعرض المبسّط البعيد عن التعقيد.
وسوم: العدد 734