الوطن والإنسان في سردية اليافعين " اللفتاوية"

clip_image002_68d06.jpg

صدرت عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس عام 2017 سرديّة اليافعين "اللفتاوية" للأديب المقدسي جميل السلحوت، ، وتقع في 64 صفحة .

بدأت بحزن وانتهت بحزن كسمة طبيعية للفلسطيني المهجّر، منذ السطور الأولى يجد القاريء نفسه أمام أمّ تشبه هذا الوطن، " أمّ وضّاح" التي حفظت عشرة العمر  بحلوِها ومرِّها، لفتا جرح لا يندمل  تعلّق مفتاح في عنقها وتحمل "كوشان" الأرض بجيبها، تحرص على الصلاة  بالأقصى كلّ يوم جمعة، وتجلس يومياً أمام البيت؛ لترى المسجد الأقصى أمامها، وكأنّ النظر إليه عبادة.

رسالتها حبّ الأرض وبرّ الوالدين، الأرض إرث الآباء والأجداد وبرّ الوالدين وصية الرحمن، وكلاهما حب، يتناقلة الأجيال جيلا بعد جيل.

الكاتب يدُخل القاريء في الحياة الإجتماعية ببساطتها وروتينها اليومي وعاداتها وتقاليدها، واختلاف النفس البشرية وصراعاتها، يُظهر ميل البنت لوالدتها، وقد أجاد الكاتب تجسيد الرأفة والبرّ في شخصية عكرمة وزوجته إسراء.

كان للفتا نصيب من قلم الأديب:" جميل السلحوت" , دوّن ما بذاكرة أهلها من حبّ لها، وكانت" أمّ وضاح" صورة من تلك الذاكرة، وبقي عزاؤها لإظهار هذا الحب ارتباطها بالقدس والمسجد الأقصى، وما "أمّ وضاح" إلا فلسطينية  تمثل أبناء وبنات هذا الوطن، وما لفتا إلا قرية تمثل الكثير من القرى المهجرة، إنّها صور ضمنية غير مباشرة  تمثل أبناء فلسطين وقراها المهجّرة.

في النهاية أتمنى أن لا يقف الكاتب عند لفتا، بل تكون لفتا البداية لكتابة سلسلة عن القرى المهجرة في فلسطين، لتنال قرانا المهجّرة قسطا من الانصاف وتبقى بذاكرة الأجيال.

وسوم: العدد 736