مجموعة "ياسمين" القصصية وعصر السّرعة

clip_image002_9d65f.jpg

صدرت قبل أيّام مجموعة قصصيّة بعنوان "ياسمين" للكاتبة الفلسطينيّة اسراء عبوشي، وقد شرّفتني الكاتبة الفلسطينيّة إسراء عبّوشي بكتابة تقديم لمجموعتها القصصيّة الأولى، فقرأت مجموعة الكاتبة عبّوشي التي لا أعرفها شخصيّا، وتأكّد لي من جديد صحّة مقولة أنّ "الكاتب ابن بيئته"، فكاتبتنا ابنة مدينة جنين في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة عام 1967، ولدت وشبّت تحت الاحتلال الإسرائيليّ البغيض الذي أهلك البشر والشّجر والحجر، وهي شاهد على جرائم الاحتلال ضدّ شعبها ووطنها، ومن هنا استمدّت مضامين قصصها، كتبت قصصا وكأنّي بها تريد من هذه القصص أن تكون شاهدا على جوانب معيّنة من هذه المرحلة المأساوية من تاريخ شعبها وأمّتها. وقصص الكاتبة عبّوشي تشي للقارئ الحاذق أنّ الكاتبة تملك نفسا روائيّا، وبإمكانها أن تحوّل قصصها بسهولة إلى روايات، لكنّها -وكما يبدو-راعت عصر السّرعة، فقرّرت تقديمها قصصا للتّخفيف على القارئ، فاختزلت روايتها بقصص متعدّدة الأحداث، كي توصل للقارئ المعاناة الفلسطينيّة بأقرب الطّرق، وبأسلوب لا ينقصه عنصر التّشويق مع مرارة المضمون، ولغتها سهلة انسيابيّة تجذب القارئ. لن أكتب بالتّفصيل عن القصص؛ كي لا أفسد على القارئ فرصة التّمتّع بجمال النّص القصصي، والتّفكّر بمضامينه. هذه المجموعة القصصيّة الأولى للكاتبة، والمتابع لما كتبته وتكتبه بعد هذه النّصوص لن يخفى عليه أنّها تطوّر أدواتها الكتابيّة بطريقة لافتة. إسراء عبّوشي المعلّمة "الياسمينة" وردة اختارت عنوان "ياسمين" لمجموعتها القصصيّة التي تشكّل لوحة فنّيّة من بستانها الأدبيّ.

وسوم: العدد 736