عباس المناصرة ومقدمة نظرية الشعر الإسلامي

clip_image002_6d0e4.jpg

عني عباس المناصرة بقضية التنظير للأدب الإسلامي عامة، والشعر خاصة، فحاضر وحاور وكتب وألف! وكان هذا الكتاب ثمرة من ثمرات تلك الجهود الحثيثة والرغبة الصادقة في رسم خطوط عريضة واضحة لمنهج الأدب الإسلامي في الشعر تنظيرا وتطبيقا. وقد جعل كتابه مقدمة، وأربعة فصول، وخلاصة.

تحدث في المقدمة عن الرؤية العامة التي تمهد لهذا الموضوع، وكيفية إقامة علاقة صحيحة بين الأصالة والمعاصرة، ثم يقرر أن التنظير للأدب الإسلامي كان حركة عفوية.. يوجهها الحماس الفردي والتصور المحدود في جو من الهزيمة النفسية أمام نظريات الأدب الغربي الوافدة..

ويقول عن عمله في الكتاب: إنه اجتهد أن يكون محددا بهدفين:

الأول وضع مقدمة منهجية توضح طريق الانتقال من فكر الصحوة الإسلامية العام العائم؛ إلى فكر النهضة الإسلامية المتخصصة ليكون النهج ميسرا أمام النظرية الإسلامية الأدبية المبحوث عنها..

والثاني تحديد الوثائق الشرعية لاستخلاص النظرية الأدبية من القرآن الكريم والسنة النبوية وأدب الصحابة والراشدين لتأكيد أهمية مصادر استخراج المقاييس النقدية للفن الإسلامي..

ويعمل المؤلف في فصول الكتاب على تحقيق هذين الهدفين، فيتحدث في الفصل الأول عن مقدمات منهجية تشمل السيرة النبوية، والعناصر الغائبة والباقية، ونظرية التعويض، وخطوط التعويض، ومراحل الشمولية العقدية والنظرية والتطبيقية والعلمية.

وفي الفصل الثاني يتحدث عن فوائد هذه المنهجية، والوثائق الخمس، وهي القرآن الكريم، والسنة النبوية، وأدب الصحابة الكرام، وخلود المذهب الإسلامي، وطموحات النظرية وهمومها. وينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن المحاولات الإسلامية المعاصرة في الأدب والنقد، وعمل محمد قطب في كتابه منهج الفن الإسلامي.

في الفصل الثالث تحدث المناصرة عن الشعر الإسلامي في المرحلة المكية.

 وتحدث في الفصل الرابع عن المرحلة المدنية، التي أخذت منحى جديدا بظهور الأدب الإسلامي الموجه، وقدم لذلك أمثلة من شعر شعراء الرسول الثلاثة، وشعر خبيب بن عدي ولبيد بن ربيعة ومعن بن أوس، وشاعرة مجهولة سماها رائعة الحب والعفة، وهي الأبيات التي تبدأ بقولها:

تطاول هذا الليل واسود جانبه/ وأرقني أن لا حبيب ألاعبه

وقد أشبع الناقد عباس المناصرة هذه الفصول والفقرات درسا وبحثا، ليصل إلى خلاصة تقول: إن الأدب الإسلامي يعتمد الوضوح والإيصال اللذين هما غاية البيان، ووجوب التفريق بين طبيعة الأدب ووظيفته، وعدم التفريط في الإتقان الفني في الأدب، وعدم التهاون في وظيفة الأدب، وإن الصورة الفنية في الأدب الإسلامي تخضع للعقيدة الإسلامية، ولا تسمح للوثنيات بالدخول إلى مجاله، وإن هذا الخيال يحتكم في صياغتها إلى ثلاثة مقاييس أساسية هي: المعقولية، والجمال، ونقل التوتر.

وسوم: العدد 746