في وداع رمضان
أيها الإخوة والأخوات.. أبنائي وبناتي.. أحفادي وحفيداتي.. في الأيام الأخيرة من العشر الأواخر من رمضان.. أذكر نفسي وإياكم باغتنام هذه الأيام المعدودة المتبقّية من هذا الشهر الكريم.. وما يُدرينا لعلّ ليلة القدر تكون فيها.. ولنحذرْ أن يصيبنا الملل والفتور في هذه الأيام. ففي الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ
وليكنْ همّنا وحرصنا أن يتقبّل الله أعمالنا، مستحضرين قولَ الله عز وجل: (إنما يتقبّل الله من المتقين)، وقولَه سبحانه: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)
ولا ننسَ آخر ليلة من رمضان، حيث تختلط دموع الفراق، مع دموع الدعاء والرجاء من الله عزّ وجلّ، أن يتقبّل منا رمضان، وأن يجعلنا فيه من المرحومين، ومن عتقائه من النار.. وحيث يُعتق الله عز وجل من النار أضعافَ ما أعتق طوال الشهر، وحيث يغفر الله لعباده في آخر ليلة من رمضان، كما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. فلا تفوتنا هذه الليلة العظيمة. ولتكن ليلةَ التوبة، وليلة الذكر، وليلة الدعاء، وليلة العهد والعزم على التغيير نحو الأفضل والارتقاء..
تقبل اهر مني ومنكم.. وكلّ عام وأنتم أحبّ إلى اهله وأقرب.. والسلام عليكم ورحمة اهفر وبركاته
26 رمضان 1439 الموافق 11 حزيران 2018
أبو أنس
وسوم: العدد 776