عمي الحبيب ؛ الأهل الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
عمي الحبيب ؛ الأهل الكرام:
يا من هجرتم قسرا˝ بغير ذنب !.. يا من حرمت الوطن ورحلتم بعيدا ..
يا من قضيتم حياتكم جهادا˝ وكفاحا˝ ودفاعا˝ عن حياض الإسلام وأركانه ..
يا من نذرتم أعماركم وأبناءكم فداء لهذا الدين ..
لاقيتم شتى أنواع العذابات لأجل تحقيق ( الإسلام هو الحل ) ..
تعلمت منكم الكثير - وأنا الذي لم يحظ بمرافقتكم إلا النذر اليسير - وكان لشخصكم الكريم ، وتواضعكم الجم ، وابتسامتكم التي تسلب شغاف القلب ، أيما أثر في منهاج حياتي ، وأنت بعيد ، وأنت طريد ، وأنت شريد ..
أجل تعلمت من سيرتكم أن الحياة الكريمة لا تنال بالعبودية والرق والذل ..
تعلمت منكم أن هذا الدين ما وصل إلينا لولا جهاد وصبر وتضحيات الأولين ..
تعلمت منكم أن الثبات على هذا الدين صعب المنال ، ولا يثبت إلا من وفقه الله .
إيـــه ، يا عماه ... لو عادت الأعوام أدراجها ، ما رضيت جارا˝ سواك !!.. وما رضيت أن يزاحمني عند قدميك سواي .. عذرا˝ عماه ، فقد قصرت بحقك ، فقد قصرت بحقك .
هذه مقدمة ، يضطرب فيها قلمي لجلالة قدرك ، وعظيم مكانتك ، أرجو فيها أن تصفح عني ، باعتذاري من الأخت الفاضلة (براءة) .. بعدم الرغبة بإرسال ابنتنا (عيناء) إلى دار الاغتراب ، والمصير المجهول .
فأنتم هاجرتم لأجل (الإسلام) ، ونحن على طريقتكم ، هجرنا دار ( أعداء الإسلام ) .
والشكر موصول للكريمة (براءة) على صراحتها ، والشفافية التي تتمتع بها ، وعز وجودها ، لتوضيحها لي بطبيعة الحياة التي ستواجه ابنتي (عيناء) .. ولولا الله ثم صراحة الأخت (براءة) لتحولت حياتنا إلى المجهول ، وانهار الصرح - الذي تعبت عليه أكثر من ربع قرن - خلال أيام معدودات .
أرجو برسالتي - الركيكة هذه - أكون قد وفقت بإيصال اعتذاري لما وعدتكم به .
واسلم لمن أحبك محبة الأب ، والمربي ، والملهم ، والأديب الأريب ، العملاق المتواضع ، الذي لو أراد الظهور ، لملأت صوره شاشات الفضاء .
المحب / قتيبة بن عبدالله الخطيب
وسوم: العدد 785