صَرُحُ البلاغةِ طولَ الدَّهرِ مُنتصِبُ= بكَ القريضُ ارتقى والفكرُ والأدَبُ
أبا ربيع ٍ مَنار الشعرِ سُؤدُدَهُ = تشعُ كالبدرِ إذ ما غابتِ الشُّهُبُ
أنتَ الذي بجبينِ الشَّمسِ مُقترنٌ =لكلِّ خطبٍ جليلٍ كنتَ تُنتدُبُ
كم من نضار ٍ وَدُرٍّ فيكَ قد نظمُوا= الشّعرُ يعجزُ والأقوالُ والخطبُ
لا المَدحُ يُعطيكَ ما قد كنتَ أنتَ لهُ = أهلا وَكُفئا.. ولا التاريخُ والكتبُ
وانتَ أنتَ مدى الأيَّامِ أغنيةٌ = في سحرها ينتشي الأحرارُ والنُّجُبُ
أسَّسْتَ في عالم ِ الإبداعِ مدرسَةً= تاهَتْ برونقِها ، أيَّامُها قشُبُ
وَشعرُكَ الشِّعرُ لا نظمًا يُسابقهُ = كالدُّرِّ مُؤتلِقٌ ، سَلسالُهُ عَذِبُ
وَيَأسُرُ الروحَ والوجدانَ رونقُهُ =لِوَقعِهِ تنحني الأسيافُ والقضُبُ
يا فارسا بهرَ الدُّنيا وأذهَلهَا= ففي روائِهِ الإعجازُ والعَجبُ
وَدوحةُ الشعرِ طول الدهر باسقةٌ = نمَّيتَهَا أنتَ ، لم تعصفْ بها نُوَبُ
والآنَ ترحلُ عن أهلٍ بكَ افتخَرُوا = نهارُهُمْ كالدُّجى ، والدَّمعُ ينسكبُ
تسربلوا الحِلمَ والإيمانُ دَيْدَنُهُمْ =كيفَ السُّلوُّ ونارُ الحزنِ تلتهبُ
الكلُّ أضحَى رداء الحزنِ صبغتهُ= فالفكرُ مضطرمٌ والقلبُ مُكتئِبُ
في جنَّةِ الخُلدِ أنتَ الآنَ مُبتهِجٌ = والجوُّ بعدَكَ والآفاقُ تصطخِبُ