الأخ الفاضل المهندس زهري سرّي السباعي في ذمَّة الله
" إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراقك يا أبا سري لمحزونون "نبأ وخبر جديد ، تتلقاه المسامع كل يوم ، وفاة و رحيل ، فقد تلقيت صباح اليوم نبأ وفاة الأخ الحبيب المهندس زهري السباعي أبو سري إثر حادث أمس الساعة 11:00 ليلا في منطقة فلوريا في إستانبول حيث صدمته سيارة و هو ماشيا يقطع الطرق، وكان انتهاء الأجل .لا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل : " إنا لله و إنا إليه راجعون "
رحمك الله يا أبا سري رحمة واسعة وأسكنك الله فسيح جناته ، وكتبك مع الشهداء الأبرار.هل أتحدث عنك بما علمته من أخلاقك الفاضلة ، من طيب نفسك ، وصفاء سريرتك ، وكمال خلقك ، وهدوءك المتميز ، وأدبك الرفيع ، ورجولتك و شهامتك ، ووقوفك مع المحتاجين و المساكين ، حيث لم ترد شخصا طرق بابك ، فكنت الملاذ الآمن لكثير من الناس تدفع عنهم كربهم ، و تقف بجانبهم في وقت المحنة والشدةأم أتحدث عنك كمهندس متميز عرفتك مكة المكرمة أرض الله الحرام وأبراجها العشرات التي بنيتها لمدة أربعة عقود ، عرفت فيك مكة الإتقان في العمل ، والأمانة في التنفيذ ، والنصح للمالك ، فوثق بك أهلها وملاكها ثقة مطلقة لأنك كنت الصادق الأمين ، وكنت المهندس الذي يُشار إليه بالبنان لأمانتك ونزاهتك وإتقان عملك.أم أتحدث عن رقي تعاملك مع إخوانك الذين كانت تربطك بهم علاقة عمل أيضا ، فقد سمعت منك كلاما لا يقوله والله إلا الصديقين الذين تعلقت قلوبهم بربهم و وثقوا كامل الثقة بقدر الله و حكمته .رحمك الله يا أخي أبا سري رحمة واسعة ، فقد حزن على فراقك كل من عرفك ، وكان خبرا مفجعا للجميع ، وصدقني لم يحزن على فراقك البشر فقط ، بل حزن عليك المسجد الحرام ، وحزنت عليك جبال مكة وأبراجها و طرقها ، حزنت عليك أشجار وبساتين الطائف التي سقيتها من سجدات ، حزنت عليك مدينتك الجميلة المنكوبة حمص التي فارقتها منذ أربعة عقود. نعم يا أخوة الأرض تحزن و الجبال تحزن و الأشجار تحزن.وفرحت بك تربة القسطنطينية لتهنأ بجوار الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري صاحب رسول الله ورجالها الصالحين، لتتلقاك أرضها بالبهجة والفرحة و السرور ، وفرحت والدتك التي سبقتك إلى الآخرة قبل شهور قليلة .
فلتنم هانئا يا أخي إلى يوم البعث ، ليكرمك الله بكرامة من عنده ، فما أرسلته وقدمته لآخرتك هو الأمل عند أكرم الأكرمين حيث يكرم الله عباده المؤمنين .أتقدم بالتعازي والمواساة لجميع أبناء و بنات الأخ زهري ، وأخوته و أخواته ، وكل أخوانه و محبيه لهذا المصاب الجلل الذي هو مصابنا جميعا."اللهم أنزل على قبره الضياء والنور ، والفرحة و البهجة و السرور ، واجعله يا مولانا من سعداء أهل القبور ، واغفر لنا إذا صرنا إلى ما صار إليه ، و أحسن ختامنا على الإيمان الكامل"
وسوم: العدد 844