نبيل
نبيل
وحيد خيون
الى أستاذي و أخي وصديقي نبيل ياسين.
أسْرِجْ لنفسِكَ فالظلامُ طويلُ ...
وتوسَّدِ الآفاقَ حينَ تُقيلُ
لو زالَ من أُفقِ السماءِ نجومُها ...
فالأُفْقُ متّسِعٌ وليسَ يزولُ
ولكلِّ وقتٍ في الزمانِ رجالُهُ ...
وعليكَ ما وهَبَ الزّمانُ قليلُ
أنا بارْتِجالِكَ في حَديثِكَ مُعْجَبٌ ...
حتّى يُقالَ مُعِيلُنا سَيَعُولُ
وبكلِّ حَرْفٍ في كتابِكَ مُضْمِرٌ ...
حُبّي و فيكَ أنا الأخُ المشغولُ
يا ابنَ العِراقِ وقدْ تقاسَمَ جِسْمَهُ ...
كُتَلُ النِّفاقِ وكُلُّنا مسؤولُ
كلُّ الوُجوهِ تبوحُ ما قدْ أضمَرَتْ ...
وبوجْهِكَ الدَّمُ والنّدى المقبولُ
هو ما تقولُ نظيرُ سِرِّكَ لم يكنْ ...
متناقضاً و معَ الرّياحِ يميلُ
يا مَنْ لقلبِكَ مثلُ أيِّ مُحَرِّرٍ ...
وحْيٌ يُسّدِّدُ رأيَهُ و فصيلُ
ياسينُ ما نفِدَتْ سيولُ كلامِهِ ...
وعلى لسانِكَ لنْ تَجِفَّ سيولُ
أُهْدي إليكَ دَمِي المُصاغَ قصائداً ...
معَ أنّ جيدَكَ مدْهِشٌ وجَميلُ
أُهدي إليكَ مِنَ النّخيلِ ألَذَّهُ ...
رُطَباً وأنتَ على الفراتِ نخيلُ
طالَ الظلامُ وفي هلالِكَ موجَزٌ ...
ما للظلامِ على العراقِ سبيلُ
حَكَمَ العراقَ مُمازِحٌ و مُصافِحٌ ...
و مُراوِحٌ و مُسافِحٌ و عَميلُ
وكأنَّ شَعْبَكَ ما تَتَبَّعَ واعِضاً ...
أبداً ولا زارَ العراقَ رسولُ
وكأنَّ سارِقَ ماءِ دجْلَةَ مُبْدِعٌ ...
أمّا الذي يَكْرِي المياهَ جَهولُ
وكأنّ كذّابَ العراقِ مُعَزّزٌ ...
أمّا الصدوقُ ففي العراقِ ذليلُ
وكأنما رجُلِ السياسةِ والحَيَا ...
لا يمشيانِ و لا يعيشُ خجولُ
وكأنّما رجُلُ القِيادَةِ مُرْسَلٌ ...
لا ينتهي إلا العراقُ يزولُ
وكأنّما جُعِلَ الرئيسُ لأهْلِنا ...
بدَلَ الإلَهِ و ليسَ منهُ بديلُ
الصّمْتُ خّيَّمَ في العِراقِ فلم يكُنْ ...
مِثْلُ المبادئِ خاسِرٌ و خذولُ
والدينُ صارَ تِجارةً وعِمامَةً ...
ما للتُّقى إلاّ اللِّباسُ دليلُ
وكأنّ للقرآنِ معنىً غامِضاً ...
فيهِ العِمامَةُ ما تشاءُ تقولُ
قدْ طالَ بُعْدُكَ عنْ عراقِكَ يا دَماً ...
مُتَنَقِّلاً و مَعَ الدُّموعِ يسيلُ
وإذا حَزِنْتَ أعِدْ قراءَةَ ما أنا ...
أُلْقي العِيارَ إذِ العِيارُ ثقيلُ
أنا لا أُحبُّ الشيئَ وهو مُكَرّرٌ ...
ولهُ بدنيا العالَمينَ مثيلُ
بلْ أنتَ شخْصٌ واحِدٌ مُتَفَرِّدٌ ...
مِثْلُ الهلالِ وعاقِلٌ معقولُ
لو قيلَ لي ما النبلُ ؟ كنتُ أقولُ:
النُبْلُ في هذا الزمانِ نبيلُ