رحم الله الأصولي الفقيه الشيخ عبدالكريم زيدان وغفرله
رحم الله الأصولي الفقيه
الشيخ عبدالكريم زيدان وغفرله
عبد الله عبد العزيز السبيعي
رحم الله شيخنا العلامة الفهامة الفقيه عبدالكريم زيدان رحمة واسعة وجمعنا ووالدينا وذرياتنا واقاربنا وجميع علمائنا واخواننا المسلمين في جنته ومستقررحمته, وجعل ماقدم الشيخ في ميزان حسناته .. قال الله تعالى في محكم التنزيل ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ..) . برحيل الشيخ زيدان رحمنا و رحمه الله وغفر لنا وله فقدت الأمة علما من أعلامها , وفقيها من ابرز فقهاءها , وداعية وصل علمه وانتاجه العلمي إلى الأفاق , وتتلمذ على يديه وتخرج من دروسه علماء وفقهاء وطلاب علم من شتى إنحاء العالم . لقد فقدت الأمة الاسلامية مؤخرا علما وفقيها ومبرزا في التأليف للكتب الفقهية والثقافة الاسلامية الا وهو فضيلة الشيخ الدكتور عبدالكريم زيدا ن رحمه الله الذي استفاد من علمه وتأليفه الكثير من الدعاة وطلبة العلم قي كثير من البلاد الاسلامية والعربية وانتشرت كتبه هنا وهناك , والذي عُرف عنه رحمه الله بعلمه الغزير في الفقه والثقافة الاسلامية وزهده وورعه, وحياته كانت حافلة بالعطاء الفكري والتربوي والتأليف والتدريس. والشيخ زيدان رحمه الله عراقي الجنسية ومقيم في اليمن منذ سنوات يدّرس في جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني حفظه الله . ويعد زيدان أحد أبرز وجوه الفكر الإسلامي ومنظري الدعوة، تقلد العديد من المناصب، وله عشرات المؤلفات في القانون و الشريعة والدراسات الإسلامي. كان رحمه الله عضو في مجلس المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، حائز على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية سنة 1417 هـ / 1997م. روى أبو داود والترمذى من حديث أبى الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع ,وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتانُ فى الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر...) . ان الأنبياء خيرُ خلق الله، فورثتُهم خيرُ الخلق بعدهم، ولمَّا كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته ـ لم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم فى تبليغ ما أُرسلوا به إلا العلماء، كانوا أحق الناس بميراثهم . نفعنا الله بعلم الشيخ زيدان وغيره رحمهم الله, وجعل علمهم حجة لهم يوم القيمة , فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:- ( اذامات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية أو علم يُنتفع به أوولد صالح يدعوله ...) . اللهم اجعلنا ووالدينا وعلمائنا واقاربنا وذرياتنا واخواننا المسلمين ممن ينطبق عليهم مصداق هذا الحديث الشريف عند مماتنا حيث نقابل الله تعالى فيجزينا خير الجزاء بمغفرته ورحمته ورضوانه اللهم آمين ...