أنت أخوه وهو أخوك
ألستَ تحبُّه ؟ بلى. إنك تصلي عليه في صلواتك وخلواتك وترجو شفاعته.إن حبه دليل إيمانك به، ولعلك تتذكر قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: ((لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)) ، أخرجه النسائي في كتاب الإيمان، وفي رواية مسلم ( حتى أكون أحبَّ إليه من ماله وأهله والناس أجمعين)
أتدري لم أنت أخوه صلى الله عليه وسلم؟
فقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال : ( السلامُ عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ،وددت أني قد رأيت إخواننا) فقالوا : يا رسول الله ألسنا بإخوانك قال :( بل أنتم أصحابي ،وإخواننا الذين لم يأتوا بعدُ، وأنا فرَطهم على الحوض ) فقالوا : يا رسول الله كيف تعرف مَن يأتي بعدك من أمتك؟ قال (أرأيت لو كان لرجلٍ خيلٌ غرٌّ محجلة في خيل دُهم بهم ألا يعرف خيله) قالوا : بلى يا رسول الله قال : ( فإنهم يأتون يوم القيامة غُرّاً محجلين من الوضوء، وأنا فرَطهم على الحوض ..) رواه مالك في الموطأ و النسائي و ابن حبان بسند صحيح .
فأنت أخو النبي صلى الله عليه وسلم – كما ورد في الحديث- في عقيدتك السليمة ، والعمل الصالح الدؤوب،وفي حبك له صلى الله عليه وسلم،يشتاق إليك كما تشتاقه ، ويشفع لك كما تصلي عليه، وينتظرك في الجنة ثم يزورك في مقر إقامتك فيها ،وتحتفي به صلى الله عليه وسلم.
يحب أن يراك أيها المسلم ،ويمتعَ ناظريه برجال أمته المؤمنين الذين تبعوه إلى رضاء الله وجنته، فلا تخيِّب رجاءَه وكن عند حسن ظنّه بك صلى الله عليه وسلم.
إنه صلى الله عليه وسلم يريدك في الصفوف الثمانية الأولى في الجنة، وقد علمتَ أن صفوف الجنة اثنا عشر صفاً، ثمانية منها لأتباعه وأنت منهم بإذن الله،والصفوفُ الأربعة للأمم السابقة.
فأكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم،والزَمْ غَرزَه،ونافحْ عن دينك ، وكن الجنديَّ الصادق المجاهد في سوحِه، ورَبِّ نفسك وأسرتك - زوجتك وأولادَك- وإخوانك وجيرانك على البر والتقوى لنكون أمة حية تستعيد دفّة القيادة ، وتنشر الخير والصلاح في هذه الدنيا ..
لا تنس أنه صلى الله عليه وسلم عَدّك أخاه ، فكن أخاه ، وسر على دربه تلقَه شفيعاً لك عند الله يوم تزل الأقدام،وتشيب الرؤوس،وترى الناس يقولون : (اللهم أسألك نفسي) وهو صلى الله عليه وسلم ينادي : أمتي أمّتي.
وسوم: العدد 868