لو عدت يوماَ إلى أهلي وجيراني=فهل سألقاك يا روحي وريحاني
وهل هي الدار مازالت وما برحت=من أسقف فوق أبواب وجدران
وأرضها فرشت بالزهر منفتقاَ=يزهو ويزهو بأشكال وألوان
وهل أرى دوحة الزيتون باسقة=بكل غصن نضير الفرع ريان
ومايحف بها وازدان من شجر=وطاب من عنب فيها ورمان
وهل أراك على الأغصان في صعد=بين الخمائل في أحلام نشوان
كأنك البلبل الشادي على فنن=ويطرب الأهل من صحب وخلان
الدار والورد والواحات تعرفكم=وكل فوف سليم الثغر فينان
فارقتنا يا شقيق الروح في زمن=مر أليم عسير الظرف عدواني
تذوب فيه الصخور الصم من وهن=ذوب الجليد بماء سارب آني
لوعاش فيه أبو بكر لحار به=وراح يشكو الدواهي لابن عفان
إني احتسبتك عند الله مدرعاَ=بالصبر إذ هيجت ذكراك أحزاني
لقد رأيتك في الرؤيا تخاطبني=والوجه أبيض مثل البدر نوراني
تقول إني شهيد السقم يا أبتي=وغربة وخميص البطن غرثان
عليك يا رب فيمن كان شردنا=من كل نذل رديء الأصل والشان
ولي عليه دعاء فاستجبه غداَ=ويسطع الحق شمساَ في حزيران