*مبير : مهلك .
*كتبت مرة في مقال أن سعدي يوسف ومحمود درويش يستحقان جائزة نوبل للأدب
بأعلى درجات الاستحقاق لما في شعرهما من قيم إنسانية وقيم فنية جمالية فريدة ، وأن ما
حرمهما من هذه الجائزة سبب سياسي خاصة عند محمود درويش .
نخيل العراق حزين عليك = ونهراه دمع حَرور غزير
قصائدك الخالدات الحسان = هوىً للقلوب ، وضوء منير
بها للعراق حنين مديد = لمجد الأُلى مجدُهم مستطير
بها لفلسطين حبٌ صَفيٌ = بها للجزائر حلم كبير
بها للفقير مقام وثير = بها للجياع طعام وفير
بها للأنام ، جميع الأنام = سلام وأمن وعدل مُجير
وهذا هو الشاعر الفذ حقاً = فما هو في الناس إلا ضمير
يحامي عن القيم الطيبات = له في الشدائد دوماً زئير
* * *=* * *
غريبا تموت ، وحيدا تموت = وقلب العراق العظيم كسير
وقامة بغدادَ محنية = يصاولها غاصب ومغير
وأحفاد يعرب من شرهم = دماء تسيل ، وبغض مُبير *
نمت بينهم مفسدات القلوب = وساد عليهم وضيع حقير
وهم أمة الحق والنخوات = وحفظ الإخاء لديهم شهير
وخلْق الوفاء لهم خصلة = ومن حرقة الذل فيهم نفور
فمن أين جاء القساة الجفاة = وهذا الغثاء الأخس الخطير؟!
يحبون أعداءنا حب روح = ويجمعهم والعدو مصير
دماؤهمُ بارحت عِرقنا = وسارت لِعرقٍ علينا يغير
نراهم بخندقه في كمون = إلينا لهيب أذاهم يطير
وإن تستعنْهم على محنة = فهذا كسيح ، وهذا ضرير
وخذ فوق ما شئت من كلمات = نفاقا دنيء الخفايا يُضير
هو السم ، لكنْ له سوليفان = بهي أنيق صقيل نضير
* * *=* * *
أرى سوءهم عابرا غاربا = وشمسهمُ للطلوع تسير
فغزةُ حررت الروح فيهم = براكينَ بأسٍ لظاها يمور
فنم ، شاعرَ العرب الماجدين = وما نام إلا الرضي القرير
سيمضون نحو مراد لهم = ظللتَ إليه شجاعا تشير
وهذي قصائدك الرائعات = على شفة المعجبين تدور
قصائد من حسنها خالدات = ونِعمَ الخلودُ الأبيدُ شعور
نسيج من الكَلِم السائغات = نعومتها في النفوس حرير
ومن نغم يأسر السمع أسراً = ويسري إلى القلب سلْسا يثير
حُرَمتَ من النوبل المبتغاة = لأنك في الضاد نبع نمير
ولو كنت في أمة غيرنا = لجاءتك نوبل زهوا تطير *