الاخ المهاجر المجاهد عمر الأصيل في ذمة الله ..

في وداع الراحلين ..

لقي وجه ربه في مهجره في مدينة الرياض الاخ المهاجر المجاهد عمر الأصيل .

عرفت ابا وضاح الراحل الحبيب من خلال مكتبته الواعدة في جنينة الفريق حيث كانت مكان اللقاء ومركزا من مراكز الحوار مع المقاربين والمخالفين.

في الأيام الأولى لأحداث خلت استشهد اخوه علاء الدين الشاب الصادق الجميل اللهم تقبله شهيدا وابعثه شفيعا ...

تفرقت بِنَا الأيام ، وخرج كلٌ منا في اتجاه، وبعد سنين ظفرت بأبي وضاح - رحمه الله تعالى- في رحاب عرفات ، فما أجمله من لقاء وكنت حريصا عليه لأكثر من سبب، منها أنني كنت مدينا لمكتبته بثمن بعض الكتب التي كنّا نظفر بها فنحملها خوف النفاد، وبعد عناق وسلام ولهفة مشتاق وحديث ذكريات وما فعل فلان وفلان، قلت إيه يا أبا وضاح دعنا نرتب طريقة أسدد لك فيها حساب الدفتر المعلق منذ سنين . فضحك وقال : هذا الدفتر لن يفتح حتى نعود إلى حلب، وتشرب قهوتك التي تعودت في المكان الذي تعودت ...وعالجته فأبى ، وقلت يا أخي لعلنا لا نعود ...فقال إن لم نعد فما قيمة المال ؟ وكل المدينين عندي بالسماح ...

وها نحن الى اليوم لم نعد يا أبا وضاح، أربعون عاما أو تزيد

اللهم اغفر له وارحمه وتقبل منه واقبله وزده إحسانا وعفوا وغفرانا

وخالص العزاء لأسرته وأحبابه وإخوان دربه

وإنا لله وإنا إليه راجعون

لندن : ٢٧ رمضان ١٤٤٢ - ١٠ / ه/ ٢٠٢١

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 936