عقاد الأردن إبراهيم العجلوني في ذمة الله
لقد فوجئنا برحيل أخ كريم وصديق حميم : المثقف الكبير والمفكر والكاتب والشاعر إبراهيم العجلوني (4/12/2022) .. ولم نكن طويلي عهد بلقائه قبل وفاته رحمه الله رحمة واسعة .
ولا نبالغ إذا قلنا إن أبا سلطان كان من الصف الأول من مثقفي الأردن والعالم العربي .. واسع الاطلاع موسوعي الثقافة مطلعا على معظم القضايا الفكرية والأدبية والفلسفية .. بل والاجتماعية والسياسية وغيرها..وقد عالج بقلمه الكثير من تلك القضايا في مسار حياته المباركة التي طالما صال فيها وجال في مختلف تلك الميادين جولات حاذق خبير ومفكر عميق ومثقف موسوعي الاطلاع والمعرفة..
كان أبو سلطان – رحمه الله - من أشد المعجبين بالأديب الكبير عباس محمود العقاد – في وفرة اطلاعه وكثرة قراءاته وتنوعها وكتاباته التي لا يجهلها قاريء عربي ؛ ولعله كان يحتذي به في سعة وشمول وتنوع اطلاعاته وثقافته..وكان – رحمه الله – يحبني ويلقبني أحيانا ( بالعقادي) لأنني كنت من أصدقاء العقاد ومن جلسائه فترة من الزمن حين كنت أدرس في مصر في خمسينيات القرن الماضي..وكان قد اطلع على بعض كتاباتي عن العقاد وصوري معه في مجلة الأفق الجديد التي كانت تصدر في القدس ويرأس تحريرها الصديق المرحوم الأستاذ أمين شنار.
..ويذكرني ذلك بالصديق الكبير الأستاذ الأديب محمد خليفة التونسي الذي كان أهم وألصق حواريي العقاد .. وقد اصطحبنا – بعد مجالس العقاد – سنين عددا في الكويت – حين كان يعمل في مجلة العربي هناك – رحمه الله- والذي كان يُعَرّف علي – في المحافل والدواوين بقوله( أخونا في الله وفي العقاد) ..
رحم الله أبا سلطان .. فقد كان علما من الأعلام .ولكنه كان شديد التواضع حسن الخلق طيب المعشر .. ولقد كتب وعمل في مواقع كثيرة وكان سليم العقيدة والتفكير .. يدافع عن أمته ودينها وقوميتها ومثلها..ومن أهم المواقع التي أطل منها أهم جريدة يومية في الأردن ( جريدة الرأي ) ..حيث كان رئيس القسم الثقافي فيها .. وله زاوية يومية باسم (أفق).. ولا أنسى له – رحمه الله – أنه كتب عني عمودا في تلك الزاوية ..بعنوان( شاعر من عين كارم) ..بعد أن اطلع على ديواني ( بوارق الأمل)..
ولأنه كان يجهر بكلمة الحق- في أدب جم – ولا تأخذه في الله والحق لومة لائم .. فقد لقي بعض العنت لبعض وقفاته الوطنية والإيمانية والإنسانية..وكل ذلك ..في صحائف حسناته بإذن الله تعالى .
.. لا شك أن الأردن والعالم العربي والوسط الفكري والأدبي .. خسر خسارة كبيرة بغياب ذلك الأديب الفذ والمثقف الكبير ..الأستاذ ابراهيم العجلوني – ابي سلطان .. رحمه الله رحمة واسعة وخلده في جنات النعيم ..فماعرفنا عنه ولا سمعنا منه إلا خيرا..ونشهد له بالخير والإيمان والأدب الجم .. ولا نزكي على الله أحدا.عوضنا الله والأهل والوطن عنه خير عوض ..وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون..وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وسوم: العدد 1009