إلى الأخ الفاضل الشيخ / عبدالله بن محمد الشمراني ... وفقه الله ورعاه
من أخيك
لأُولي السَّجايا الزَّهوُ بالإيمانِ=وبنور مافي القلبِ من إحسانِ
طوبى له بِعُرَا العقيدةِ صانَها=ذا الفذُّ بالأخلاق والإيمانِ
أمضى لياليه الحِسانَ خطيبَها=وإمامَها في جامعِ الإسكانِ
في ظلِّ دعوتنا الأثيرةِ شِرعةٌ=وأُخوَّةٍ في الخيرِ تجتمعانِ
ذاكم أخونا البَرُّ في تطوافِه=ونديمُ أهلِ الفضلِ والعرفانِ
الشيخُ عبدُالله عاشَ بطيبِه=نعمَ الفتى المتألقِ الشمراني
في روضة التعليمِ والقيمِ التي=تحيي قلوبَ الجيلِ بالقرآنِ
تزهو بكم وبما لكم من عفَّةٍ=فوَّاحةِ النفحاتِ في الأردانِ
بشراك عبدَ اللهِ عشتَ طهارةً=تسمو بصدقِك في المدى النجراني
وصبرتَ محتسبًا وربُّكَ راحمٌ=في موتِ أُمِّك والقلوب حواني
والمؤمنُ الموعودُ بالفضلِ الذي=يُزجيه ربُّ الخَلْقِ للإنسانِ
وهي المصائبُ عند ربِّك أجرُها=للعبدِ من خيرٍ ومن رضوانِ
ولعلَّ موتَ الزوجةِ المثلَى أتى=للصَّابرِ الأتقى عطاءٌ ثانِ
هو من قضاءِ اللهِ جلَّ جلالُه=فهو الرضا والحمدُ للرحمنِ
قلها من الأعماقِ ربِّ ارحمْهُما=وبقيةَ الأرحامِ والإخوانِ
فهي الحياةُ أخا العقيدةِ موئلٌ=فانٍ وما فوق البسيطةِ فانِ
بشراكَ عبدَالله من ربِّ الورى=مادمتَ تشدو بالهدى الرباني
فاللهُ قد أولاكَ من فضلٍ ومن=قيمٍ ومن صدقٍ ومن تحنانِ
أكرمتَ جيلَك بالمآثرِ عذبةً=ودفعتَ عنهم وطأةَ الحدثانِ
بوركتَ ياهذا النَّبيلُ وبوركتْ=سيماكَ في خُلُقٍ وفي وجدانِ
ياطيبَها جاءتْ بكلِّ فضيلةٍ=كانت لأهلِ الذكرِ والفرقانِ
ذكراك تبقى في قلوبٍ أحبَّةٍ=مثلَ الربيعِ العاطرِ النشوانِ
يرعاكَ ربُّك يا أخي إنَّ الدعا=لأجَلُّ ماملكتْ هناك يدانِ
ويثيبُك المولى الكريمُ وإنما=يجزي الإلهُ غدا أولي الإحسانِ
والواجباتُ وأنتَ أنتَ عميدُها=كالفارسِ المشهودِ في الميدانِ
ويحبُّ بارئُنا الفتى إنْ أتقنتْ=كفَّاهُ حُسنَ الوصلِ والإتقانِ
فاظفرْ بنهجِ الخيرِ مهديًّا وعشْ=حيثُ اتَّجهتَ بصحبةِ الركبانِ
بمودةٍ تغشى الأحبةَ كلَّهم=وتفيضُ بالإخلاصِ في الشريانِ
ما أجملَ القيمَ الكريمةَ صنْتَها=بوثيقِ إيمانٍ وقلبٍ حانِ
ولعلَّ خيرَ الناسِ مَن يحيا بها=في العالمين برحمةٍ و حنانِ
منِّي إليك تحيَّةٌ ماشانَها=كدرٌ ولا آلتْ إلى بهتانِ
وجميل فعلك يا أخي يبقى إلى=طولِ الزمانِ بأضلعي وكياني :
كم قالها لكَ من أخٍ ودَّعتَه=لمَّا رحلتَ إلى لمكانِ الثَّاني
(فالطائفُ ) ابتهجتْ بمثلك قد أتى=بالحبِّ والإيثارِ للأوطانِ
وبمنهلٍ عَذْبِ العطاءِ يحبُّه=شَهدًا جرى للمؤمنِ الظمآنِ