البرش وإخوانه
لقد فُجع عالم الإنسانية الشهر الماضي بخبر مقتل الدكتور عدنان البرش (اختصاصي العظمية بمجمع الشفا ء الطبي بغزة)؛ تحت التعذيب في سجون نيرون الإسرائيلية، ولقد سمعت من أهل غزة عنه شهادات كثيرة كيف كان طبيبا إنسانا.
لم يكُ الدكتور عدنان الأول ولن يكون الأخير، بل مئات من الكوادر الطبية قُتلت بدماء متجمدة على يد النازية الجديدة، ولا يزال مئات منهم قيد الحبس الجبري التعسفي.
عندما أتذكر البرش وشهداء الواجب الطبي في غزة أتذكر الطبيب الدكتور (حسن محمد حسين) الفلسطيني الأصل الذي قتلته يد العمالة الصهيونية في حلب سنة 1980، وكان مدرس الفيزياء النووية في جامعات سوريا.
أتذكر عشرات الأطباء وطلاب كلية الطب الذي قُتلوا تحت التعذيب الوحشي التتري في سجون سوريا؛ ومنهم مثالا لا حصراً: ( محمد جزماتي – عماد حبيب- محمد الخطيب، مصطفى عبود.....) ومئات مثلهم لاقوا زؤام حَيْنٍ أسودَ فاحماً!
وأتذكر أستاذ الهندسة الذي قُتل في سجون فرعون بسبب الإهمال الطبي المتعمد طوال سنوات في سجون الظلم والاضطهاد ... الشهيد الحي محمد مرسي العيَّاط.
وأتذكر مخيم اليرموك الفلسطيني بدمشق؛ الذي صار أثراً بعد عين؛ وقد كان الهالك أحمد جبريل يدكه براجمات الصواريخ ... وكل المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان لاقت مصائرَ مشابهة!!
مدرسة الظلم واحدة، وما لاقاه الفلسطينيون في شتات الوطن العربي أمرُّ مما لاقوه من بغي الاحتلال الصهيوني، والتاريخ يعيد نفسه، وملة الظلم واحدة.
وقد روي عن الغلام القتيل؛ (طَرَفَةَ) في معلقته الشهيرة:
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على النفسِ من وقْعِ الحسامِ المهنَّدِ
وقد كان الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يتمثل ببيت من تلكم المعلقة الخالدة:
ستُبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تُزوِّدِ
صدق رسول الله؛ فقد أبدت الأيام الحالية لنا غوامض العُرْب غير المنعربة، واكتنهنت العرب المستعربة بطوفان الأقصى ما لم يكونوا يحتسبون!!!
وسوم: العدد 1083