العلم المجاهد الأستاذ فاروق بطل
هو أستاذي الأول الذي كان سقاني من كأس العلم والدعوة ، وأدّبني بل أدبنا ، فقد كنا مجموعة من شباب كلية اللغات / اللغة العربية/ اجتمعنا به أوائل عام ألف وتسع مئة وتسعة وستين 1969 في دورة توجيهٍ تربوي طالت أكثر من سنتين كان هو على رأسها ، يدرسنا التفسير الحركي ، وكان المجاهد المرحوم محمد مهتدي كسحة / أبو غياث/ يدرسنا السيرة النبوية الحركية ،استشهد في الثمانينات مع ابنه الثاني رحمهما الله تعالى ، أما شيخنا أحمد جاموس شيخ حي الكلاسة في حلب رحمه الله فقد كان يجول بنا في حدائق التجويد ويقوّم تلاوتنا ، وكان الشيخ (....خير الله) رحمه الله ابن أخي الشيخ طاهر خير الله يدرسنا الفقه الحنفي ، نلتقي – معشر الاسرة التربوية المباركة - أربع مرّات أسبوعياً بهؤلاء القِمَم الدعوية التربوية، رحمهم الله تعالى .
كان الشيخ فاروق البطل رحيماً بنا بحزمٍ أخويٍّ صارم شأن المربي الواعي ، يهتم بكل صغيرة وكبيرة ، وما تفرقنا إلا بعد التخرج في الجامعة بسنة تقريباً منتصف ألف وواحد وسبعين بعد تسع المئة والألف، فمنا من عُيّن في القرى البعيدة والمدن الأخرى وبعضنا التحق بالخدمة الإلزامية .
تعلمت من أبي عمّار /فاروق/ ومن أبي غياث /محمد مهتدي/رحمهما الله الاساليب التربوية وحسنَ الاستنتاج والاستنباط وقراءة ما وراء السطور، ظهر هذا في كتبي التربوية التي طبعت ثم نشرت في المواقع ، وكان للشيخ أبي طه/ أحمد جاموس/أثر القرآن الطيب في حياتنا ونفوسنا .
وكان لهذه الدورة الأثر البيّن في أفكارنا وأخلاقنا وعلائقنا مع الإِخوَة والأصدقاء والمجتمع وجماعات الدعوة إلى الله تعالى .
لن أتحدث عن الأستاذ فاروق القائد، ولا فاروق المجاهد ، فهناك من عايشه أكثر منّي حين هاجر إلى جدّة ومكة فقضى هناك أكثر من أربعين عاماً في الدعوة وله تلاميذ نجباء وطلاب علماء استفادوا منه خبرة وعلماً وإدارة وأدباً ، وكنت بعيداً عنه في الإمارات ثمَّ في أوربا وأمريكا ،هم من يوضحون مسيرته الدعوية الغنية بالمواقف التربوية الراقية.
رحم الله شيخنا أبا عمار وتقبله في عباده الصالحين وجعل قبره روضة من رياض الجنة وحشره في زمرة عباده الصالحين ونفعنا به في الآخرة كما نفعنا به في الدنيا ، ورحم الله أساتذتنا الكرام ومشايخنا العلماء الذين سبقونا إلى الله في دار الخلد وجمعنا بهم تحت راية سيد المجاهدين والعلماء الأطهار. وصلى الله على المعلم الأول صلى الله عليه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وسوم: العدد 1088