* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ 156 157 البقرة
( توفي اليوم الإثنين 7 / رجب /1446ه فضيلة مفتي ديرالزور الأخ الشيخ أبو شداد محمد نبيه المفتي ، وهو من أبناء العلامة الشيخ محمد سعيد المفتي يرحمهما الله ، بعد معاناته من مرض عضال . وعاش معنا منذ نصف قرن بل يزيد مشاركا في نشاطاتنا الدينية والثقافية في مدينتنا ديرالزور وفي مشاركاتنا الأخرى في بعض المناسبات ، وبوفاته فقدنا بقية أولئك الشباب الأبرار ، فمنهم من لقي الله شهيدا ، ومنهم من مات في ديار الغربة ، ومنهم وُجد ميتا تحت التعذيب في صيدنايا وغيرها من سجون الظلم والبغي والأضغان ، ورغم فداحة الخطب وشدة وقعه على القلوب لانقول إلا مايرضي ربَّنا سبحانه وتعالى . تغمد الله فقيدنا الغالي أبا شدَّاد وأدخله فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ) .
ورحلَت والبشرى رضا الرحمنِ=مُتَبَوِّأ بالعفوِ دارَ أمانِ
ومضيْتَ والزّاَدُ المُقَدَّمُ سيرةٌ=محمودةٌ بتلاوةِ القرآنِ
وبحقبةٍ أوجاعُها قد خيَّمَتْ=مالمَ يُشاهدْ في يدِ الأزمانِ
أمضيْتَ دنياهاها بذكرِ إلهِها=وجهاد ما للنفسِ من عصيانِ
وَرَعَيْتَ أبناءً فجاءَ صِباهُمُ =بالخيرِ بينَ أكارمِ الجيرانِ
ورعيْتَهم نهجَ الأشاوسِ فامتطوا=علياءَ تربيةٍ ، وطٌهرِ لسانِ
وبِعِشرةٍ حَسُنَتْ ، وأطيبِ معشرٍ=كانوا بصدرِ حفاوةِ الأخدانِ
والأمُّ قبلك ودَّعتْهم إنَّما=قادتْ خطاهم للطريقِ الهاني
إنْ قيلَ أدركَ هؤلاءِ مكانةً=فلأُمِّهم فيها كريمُ معاني
طوبى لأيَّامٍ لك ما وَنَتْ=عن طيبِ شذوِ الفضلِ والشُّكرانِ
بالأُنسِ في جلساتِكم مع أُسرةٍ=فقدتْ جميلَ الأُنسِ والتحنانِ
وبكتْ عليكم أعينٌ فيَّاضةٌ=بالدمعِ والآهاتِ والأشجانِ
لكنَّه قَدَرُ الإلهِ فمرحبًا=بلقاءِ ربٍّ راحمٍ حنَّانِ
فلديه في الفردوسِ رحمتُه وَمَنْ=هذا الذي يأبى لِقا الرحمنِ !
بشراكِ يا مفتي الفراتِ فإنَّها=جنَّاتُ عدنٍ فانْعِمَنْ بجِنانِ
والله نسألُ أنْ تنالا رحمةً=واللهُ ذو عفوٍ و ذو إحسانِ
مَنْ ماتَ والتوحيدُ ملءُ فؤادِه=فلقد نجا من وقدةِ النيرانِ
بشراكَ يا مفتي فتلك منازلٌ=للمسلمين تفوحُ بالريحانِ
والباقياتُ الصالحاتُ رصيدُ مَنْ=ماتوا على التوحيدِ والإيمانِ
والموتُ مركبُ كلِّ حيٍّ يا أخي=ونهايةٌ نالتْ بني الإنسانِ
أما الأحبةُ من بنيك فإنَّهم=أهلٌ لطيبِ الصَّبرِ في ذا الشَّانِ
يامَن فقدتَ أباك صبرا واحتسبْ=هذا قضاءُ اللهِ ذو البرهانِ
فاصبرْ على فَقْدِ الأحبةِ وامتثلْ=قولَ المهيمنِ في الهدى القرآني
يرعاكَ ربُّكَ مؤمنًا ، وابْنًا لهم=وافوكَ قبلَ اليومِ بالإحسانِ
وأروكَ قبلَ الموتِ خيرَ نصيحةٍ=في الخيرِ من خُلُقٍ ومن وجدانِ
أمَّا الأبُ الغالي فعاش مكرَّمًا=في صحبةِ الأبرارِ والفرسانِ
ماهان والميدانِ فيه متاعبٌ=ولقد مضى ماكانَ من طغيانِ
كان الأخَ المقدامَ في وجه العِدا=والمؤمنَ المعتزَّ بالرحمنِ
فلقد فقدنا إخوةً لم نَنْسَهم=كانوا الأباةَ الصِّيدَ في الميدانِ
هم صفوةُ الجيلِ الذي رفعَ اللواءَ.=. وعاشَ بموكبِ الركبانِ
فاهنأْ أبا شدَّاد فالفجرُ انجلى=عن نصرِ بارئِهم على العدوانِ
بَلِّغْ أحبتَنا الأباةَ سلامنا=ودعاءَنا لجحافلِ الشجعانِ
فيهم هشامُ وهيثمٌ وبقيةٌ=هم في ظلالِ العفوِ والغفرانِ
وطيوفُهم لم تبرحَنْ أطيافُها=عيني وما غابُوا عن الوجدانِ
شهداؤُنا الأبرارُ هم مَن حرَّروا= هذي الربوعَ بشامنا المزدانِ
وهم الذين قد اصطفاهم ربُّنا=لِلقاءِ وجهِ نبيِّنا العدناني
صلَّى عليه اللهُ في عليائه=وبجاههِ فزنا مدى الأزمانِ:
بالفتحِ والنَّصر المؤزَّرِ لم يكن=لولا معونةِ ربِّنا الدَّيَّانِ
طوبى أباشدَّادِ والبشرى لنا= مهما اشمخرَّتْ جولةُ العصيانِ
نرجوه رحمتَه لِمَن منَّا قضى= ولِمَنْ أقامَ على الهدى الرباني