فارسُ الثقافةِ والإبدَاعِ
(في رثاء عميد وفارس الثقافة العربية المرحوم الأستاذ موفق خوري "أبو رفيق")
حاتم جوعيه - الجليل
شربَ الأحزانَ شعبٌ وَدَّعَكْ
وبلادي في حدادٍ وأسًى
موتُكَ الغضُّ لمأساة ٌ لنا
كنتَ طودًا .. للمعالي والندى
أيُّها السَّائرُ في دربِ العُلا
أنتَ للأبرار ِ كلُّ المُرتجَى
كنتَ صرحَ العلم ِ نورًا وَسَنا ً
أيُّها الرّاحِلُ هل من مُلتقىً ؟
أنتَ في وجدان ِ شعبي نابضٌ
قبلة َ الأجيال ِ فكرًا ورُؤًى
وأبيٌّ معَكَ الأبرارُ ... ما
مَجمَعَ العلم ِ.. حُشودُ الشَّرِّ لمْ
وأيادي الغدر ِ مهما انتشرَتْ
أيُّهَا الرِّئبالُ في درب ِ اللَّظى
أنتَ كالشَّمعة ِ للغير ِ قضَتْ
لم تنمْ يومًا قريرًا هانئا ً
وأياديكَ على الكلِّ ... وبالْ
عَلمًا كنتَ … أبيًّا شامخًا
وبعشق ِالأرض ِلا .. لم يستطعْ
تشهدُ " الدَّامونُ ".. أطلالٌ لهَا
َطللا ً أضحَتْ وكانت عَلمًا
أسدٌ كنتَ لحَقٍّ ضائع ٍ
لكَ قلبٌ وضميرٌ ساطعٌ
إنَّ سوقَ العلم ِ أضحَى مُقفرًا
بعدكَ الفنُّ يتيمًا قد غدا
أيُّهَا البدرُ .. ويا شمسَ الضُّحَى
فمنَ الوردِ إلى الوردِ تعُو
في جنان ِ الخُلدِ تحظى بالمُنىغصَّ بالدَّمع ِ ... وكمْ عانى مَعَكْ
إنَّ شعبي ... بدموع ٍ شيَّعَكْ
لم نعُدْ نلقاكَ ...لا .. لن نسمَعَكْ
فارسَ الإبداع ِ ما .. ما أروَعَكْ
لعناق ِ الفجر ِ حُبٌّ أترَعَكْ
وطريقُ الحقِّ يبقى مَرتعَكْ
في سماء ِ الخُلدِ تبغي موقعَكْ
.. للقاءٍ في السَّما ما أسْرَعَكْ
في ضمير ِالناس ِنلقى موضِعَكْ
كلُ حقٍّ صنتهُ فاستودَعَكْ
من كريم ٍ عندنا لن يتبَعَكْ
تستطِعْ بالغدر ِ ُتقصي مَجْمَعَكْ
في الدَّياجي.. لم تلامِسْ إصبَعَكْ
لمْ نجدْ خطبًا هنا قد رَوَّعَكْ
عتمُ فكر ٍ مُمْحِل ٍ ما أفزَعَكْ
إنَّ شوكٌ وقتادٌ مَضجَعَكْ
خيْر ِ واليُمْن ِ ... وكنَّا أدْرُعَكْ
قدْوَة َ الشَّعب ِ الذي عانى مَعَكْ
أحَدٌ عن حُبِّها أن ينزَعَكْ
كم تناجي في أسَاهَا أدمُعَكْ
مَعقلَ الأسدِ ... شَذاها لفعَكْ
لم تهادِنْ ... كمْ كمِيٍّ وَدَّعَكْ
وإباءٌ ..مَنْ سَيُحْصِي أضلعَكْ
وعَذارى الشِّعر ِ تبكي أرْبُعَكْ
وحَمامُ الدَّوح ِ ينعي بلقَعَكْ
غبتَ عنَّا ... فانتظرنا مَطلعَكْ
دُ .. غدَا الفلُّ ووردٌ مَضجَعَكْ
ومع ِ الأبرار ِ تلقى مَرجعَكْ