الشهيد الشيخ (عبدالله أحمد بربور) يسابقنا إلى الجنان
الشهيد الشيخ (عبدالله أحمد بربور)
يسابقنا إلى الجنان
زهير ناعورة
قال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
وتأبى هذه الثورة الا ان تسرق منا أحب أهلينا وإخواننا وأطهار القوم ، ويأبى المخلصون الا ان يتقدموا سراعا الى جنان الخلد شهداء راضين مرضيين
بفرحة المحب ولوعة المشتاق وغصة المحزون وألم الفراق
أعزي نفسي وأهنئ اولاد اخي في الله الشهيد البطل ( الشيخ عبدالله بربور ) رئيس المحكمة العليا في جبل الزاوية والذي استشهد في مدينة سراقب بعد خروجه من صلاة التراويح ليختاره الله من بين الأطهار الأخيار ويتخذه عنده شهيدا ( ويتخذ منكم شهداء )
أخي عبدالله قبل ايام كنت أكلمك عن مشروعنا المجلس الشرعي في محافظة حلب وكم حقق من نجاحات وكنت تنتظرني لآتيكم الى جبل الزاوية ونحاول ان ننقل المشروع الى ادلب وريفها ، هذا المشروع الهادف الى توحيد المشايخ والدعاة في مجلس يجمع شتاتهم ويوحد كلمتهم
نعم أخي الحبيب في أخر زيارة لكم في محكمة - ابلين - كنت ارى مستقبل امتنا يبنى على ايديكم في اقامة العدل وضبط الفوضى التي ضربت في أطراف ثورتنا من خلال المحكمة التي أسستها في جبل الزاوية مع ثلة من المخلصين
ووقتها عادت بنا الذاكرة الى ايام الجامعة بالمدينة المنورة وتلك الصحبة الكريمة التي اجتمعت على طاعة الله فالتقينا على طاعته وتفرقنا على طاعته وتبادلنا الحديث والذكريات وكانت الفرحة تنتابنا والامال والأشجان تطوف بنا
نعم ايها الحبيب الشهيد : كنت نعم الرفيق ونعم الأخ الذي يجمع حوله القلوب ، سنوات قضيناها بصحبتكم فكنت الأخ الكبير والموجه والمرشد والقدوة الحسنة
والآن تسبقنا أخي الحبيب شهيدا الى جنان الخلد وانت تبتسم لمصيرك الذي كنت تتمناه شهادة في سبيل الله ( نعم والله إنها شهادة ) فلنعم عقبى الدار
حبيب القلب لا ادري ماذا أقول وقد اختلطت العبرات بالفرح ، والحزن بالسرور ، و الألم بالغبطة ، خواطر كثيرة تمور في خاطري وانا استعرض شريط الذكريات الماضية وايامنا السالفة في مدينة رسولنا الكريم
التقيتك في المؤتمر الثاني للتجمع السوري للاصلاح فكان كلامك ومناقشاتك تضع الجميع في محك المسؤولية والعمل الجاد والكل كان يستمع لك ويتأثر بكلامك
أخي ايها الشهيد ماذا أقول وقد إختلط كل شيء في رأسي وتداخلت الأفكار وتثاقلت الكلمات وما أجدني الا سخي العبرات كليم الفؤاد مسبشرا بمصيرك الملائكي وفرحة لقائك بربك ، مؤمنا - عابدا - عالما عاملا - قاضيا عادلا - عاقلا وحكيما
اخي الشيخ عبدالله وقد اتخذك الله شهيدا ولكننا رغم فرحنا لايمكننا أن نخفي حزننا وألمنا ولكن احتسابنا لك عند الله هو ما نرجوه ونطلبه وما نقول الا كما قال سيد البشر ( ان العين لتدمع وان القلب ليخشع ولا نقول الا مايرضي ربنا وحسبنا الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوة الا بالله العلي الظيم وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون )
نعم وانا غلى فراقك يا عبدالله لمحزونون
أخي الشهيد عبدالله طبت حيا وميتا والى لقاء تحت ظل عرش الرحمن لنكون اخوين أجتمعا على محبة الله وتفرقا عليه