وفاة شيخنا المقرئ المعمَّر سليم الحمَّامي

أيمن بن أحمد ذو الغنى

أيمن بن أحمد ذو الغنى

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

إنا لله وإنا إليه راجعون

توفي عصر اليوم الجمعة 26 من شعبان 1434هـ (5/ 7/ 2013م)

في المدينة المنوَّرة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم

أحدُ أفاضل قرَّاء الشام وخطباء حيِّ المَيدان والبقيَّة من طلاب المحدِّث الأكبر بدر الدين الحسني 

فضيلة الشيخ الصالح المعمَّر:

سليم بن محمد الحمَّامي (أبو محمد)

عن مئة وثماني سنين

وقد توفي ممتَّعًا بذهنه ووعيه، رحمه الله رحمةً واسعة، وغفر لنا وله

وستكون الصلاة عليه فجر غد السبت في الحرم النبويِّ الشريف

وسيُدفن في مقبرة البقيع إن شاء الله تعالى

وكانت أمنيَّة الشيخ من قديم أن تكون وفاته ودفنه في المدينة النبوية الشريفة

ولم يمضِ على إقامته فيها سوى عشرين يومًا..

أحسن الله عزاء أخينا الفاضل الشيخ أحمد بن سليم الحمَّامي وسائر إخوته
وعموم آل الحمَّامي وأهل الميدان والشام 

وإليكم سيرة شيخنا تقبله الله:

هو سليم بن محمد بن أحمد، ولد سنة (1326هـ/ 1908م): عالم فاضل معمَّر، اشتَهر بالصلاح والورع والزهد، حافظ مقرئ، ومعلم مربٍّ، وإمام خطيب.

أوتي مِزمارًا من مزامير آل داود؛ إذ جمع إلى حُسن الأداء والتجويد جمالَ الصوت، وشهد له بذلك شيخُه محمَّد سليم الحلواني رحمه الله.

نشأ مع إخوته يتيمًا، وحين مات أبوه لم يكن بلغ السادسةَ من العمر، فرعَته والدتُه لطيفة العَجلوني، واهتمَّت بتعليمه وأرسلته إلى الكُتَّاب؛ وشجَّعته على التحصيل.

فتتلمذ على عدد من جِلَّة العلماء، وعلى رأسهم المحدِّث الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني؛ فحضر دروسه العامَّة تحت قبَّة النسر في الجامع الأموي، ودروسه الخاصَّة في دار الحديث، وفي بيته في حيِّ النوفرة خلف المسجد الأمويِّ من جهة الشرق في حارة النقاشات قريبًا من دار الخلافة الأموية.

وتلقَّى علومَ القرآن والتجويد على شيخ قرَّاء الشام محمد سليم الحلواني؛ فحفظ القرآن وجوَّده عليه بقراءة حفص عن عاصم.

وأفاد من الشيخين محمد أمين سويد، ومحمد سعيد البرهاني، وأجازه الأخير بالطريقة الشاذليَّة. أما عمدةُ مشايخه فالشيخ حسن حبنَّكة الميداني؛ فقد لازمه ملازمةً وتخرَّج به.

ودرس على الشيخ علي الدقر، ثم عمل مدرِّسًا في مدرسته وقاية الأبناء التابعة للجمعية الغرَّاء زُهاء خمس وعشرين سنة.

ومن طلابه فيها سيِّدي الوالد أحمد بن محمد علي ذوالغـنى حفظه الله، درَّسه في المرحلة الابتدائية، وأخبرني الوالد: أن أستاذه الشيخ سليمًا كان يراجع محفوظه من القرآن في جامع مَنْجَك بحيِّ الميدان، ويطلب إليه أن يسمع منه ما راجعه.

وقد تخرَّج به في الغرَّاء أجيالٌ من طلاب العلم كثيرٌ منهم صاروا من الأعلام، منهم السادة العلماء والمشايخ: د.مصطفى الخن، وعبدالرحمن حبنَّكة الميداني، ود. عدنان زرزور، ود. محمد محمد الخطيب وزير الأوقاف السابق، ومحمد شقير، ومحمد عصام عرار.

وتلقَّى عليه أيضًا في جامع مَنْجَك خلقٌ كثير، من أبرزهم: الشيخ حسين خطَّاب، والشيخ محمد كريِّم راجح.

قصد البيت الحرام قريبًا من أربعين مرَّة بين حجَّة وعُمرة.

تزوج السيِّدة الصالحة الناصحة زهرة بنت محيي الدين الحَمَوي وهي من أصول حَمَوية، وأسرتُها معروفة في حماة بآل الريحاوي، وكانوا يعملون بالفِراء (فرواتية)، وله منها ستة أبناء، وأربع بنات.

وقد أجاز الشيخُ جميع أبنائه في مجلس مبارك ضمَّ الشيخين عبد الغني الدقر وأحمد نصيب المحاميد - رحمهما الله تعالى - بحضور بعض طلبة العلم منهم الشيخُ أبو الهدى محمد اليعقوبي، والشيخ محمد علي الكتَّاني، فأجاز المشايخُ الثلاثة جميعَ من في المجلس، وحرَّر الإجازةَ بيده الشيخ اليعقوبي، وهي من الإجازات العزيزة النادرة، بتوقيع ثلاثة من العلماء المعمَّرين، وأصل الإجازة محفوظٌ عند ابنه أخينا الفاضل النبيل الأستاذ أحمد الحمَّامي.

وبقي الشيخ ممتَّعًا بصحَّته وعقله وعلمه، وقد نيَّف على المئة،

وبلغت ذرِّيته من صُلبه: مئة وخمسًا وسبعين نسَمة.

وكان بيته مقصِد طلاب العلم، وأهل الفضل.