رفض الهجرة إلى كندا

لعل عينه كانت على الجنان

محمد زهير الخطيب/ كندا

[email protected]

رحل شاعر السهل الممتنع الاستاذ سليم زنجير، عُرف شاعراً لدى جيل الصحوة وجيل الثورة، وعرفته إضافة إلى شاعريته حكيماً عادلا منصفاً ودوداً حلو المعشر عذب الحديث، وعرفته مجاهداً ضحى بالكثير، ونذر حياته للدعوة والفن الراقي والكلمة الطيبة.

ومنذ عدة شهور زرت الشاعر سليم في بيته بجدة، كان يستطيع الجلوس معنا في تلك الايام رغم مرضه الشديد، وكان حظنا جيداً ان قرأ علينا آخر قصيدة كتبها تلك الايام ولعلها أصبحت آخر قصيدة، إذ دهمه المرض بعد ذلك ودخل مستشفى في الرياض حيث توفي فيه رحمه الله وغفر له وادخله فسيح جناته،

ثم دفن في العلاة في مكة الكرمة حيث ترقد ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. فنعم الجوار.

ونعود إلى القصيدة _قصيدة الوداع- التي سماها (قال الطبيب) وقد جاءت من وحي مرضه وهذه بعض أبياتها:

قال الطبيبُ .. وقال اللهُ: ادعوني

ما قالهُ اللهُ يكفيني ويُرضيني

أقولُ ما قال (إبراهيمُ) سيّدُنا:

إذا مرضتُ فإنّ اللهَ يشفيني

ماكنتُ أقنطُ من ربّي ورحمتهِ

اليأسُ كفرٌ، وحُسْنُ الفألِ من ديني

بالروح والنفس والإيمانِ كنتُ أنا

وليس بالجسمِ، إنّ الجسمَ من طينِ

سِرُّ الحياةِ، وسِرُّ الموتِ قد سطعا

كالشمس فيها، وطابا كالرّياحينِ

والمؤمنونَ جِنانُ الخُلدِ موعدُهم

لهم من اللهِ أجرٌ غيرُ ممنونِ

ستبقى ذكراك ماثلة في قلوبنا يا أبا الخير...

اللهم أدخله فسيح جناتك واجمعنا معه في عليين مع الانبياء والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً

وإنا لله وإنا اليه راجعون.