مصلح عياش و ربيع الكاكوني العلماء الشهداء في الثورة السورية
تعزية رابطة العلماء السوريين بالعالمين الشهيدين:
مصلح عياش و ربيع الكاكوني
العلماء الشهداء في الثورة السورية
لا نستطيع متابعة وفود الشهداء الكرام من علماء الجهاد في سوريا ، ففي كل يوم يرتقي عشرات الشهداء من خيرة العلماء . وقد تلقت أمس رابطة العلماء السوريين نبأ استشهاد الأخوين الكريمين العالمين المجاهدينالشيخ مصلح عياش والشيخ ربيع الكاكوني، وقبلهما تلقينا نبأ الأخ حسين أبازيد أبو مؤيد وأبو ساري وليد الساري أبازيد من درعا ... وجميعهم قضوا نحبهم تحت التعذيب.. نسأل الله تعالى لهم القبول.
والشهيدان مصلح وعياش خريجا معهد الفتح الإسلامي بدمشق ، و من خطباء درعا ، وشاركا في المظاهرة الأولى 18/3/2013. والشيخ مصلح كان خطيب الجامع العمري
وقد كتب الأخ الفاضل العالم المرابط محمد خير موسى كلمات في رثائهما تعبران عن مشاعرنا جميعا ، فقال :
حبيبا القلب ..
الشَّيخ الشَّهيد مصلح عيَّاش
الشَّيخ الشَّهيد ربيع الكاكوني ..
تأبى ثورةُ الحقِّ وهيَ تستعدُّ للموقفِ الفاصلِ إلَّا أن توقد شُعلتَها الثَّالثة من دمِكُما الزكّيِّ .. لتكونَ أعظمَ وهجاً وأشدَّ نوراً وأبلغَ ردِّ على جهادِ العمائمِ المنسوجةِ من نفاقٍ ودجَل ..
أيُّها الحبيبان المُمتطيانِ صهوةَ الشَّهادة
قطرةٌ من دمكما أبلغُ من خُطَبِنا ومواعِظنا وكلماتِنا كلِّها ..
فلتخرَس في حضرةِ دمكُما أفواهُنا ..
ثم خاطب الشهيد مصلح عياش بقوله :
حبيبَ القلب الشَّيخ الشَّهيد مُصلِح عيَّاش ..
خجولةٌ هي حروف الرِّثاء حينَ تحاول استحضارَ شمائلَ كانتَ ملءَ بُردَيكَ ..
ماذا أقول وابتسامتكَ تهاجمُنِي كلَّما حاولتُ الكتابةَ عنكَ فيردُّني سحرُهَا الذي كنتُ أجهلُ كُنهَهُ آنذاكَ حتى جاءَت دماؤكَ بتفسيرِ ما جهلتُ ..
حبيبَ القلب الشَّيخ الشَّهيد مُصلِح عيَّاش ..
في اسمكَ تكمنُ تفاصيلُ حياتكَ وموتك ..
فأنت الـ ( مُصلِحُ ) الذي قضى حياته يجابهُ الفسادَ والإفسادَ إذ دلَّست عمائمُ حيكَت من دجلٍ وحقدٍ فقال أصحابُها: ( إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ )
وكم خدعوا النَّاس بِسِحرِهِم فَلَبَّسُوا عليهم أمرَ دينِهم فكانت شهادتُكَ إصلاحاً لحقائق الدَّينِ بكشفِ زيفِهم وفضحِ فتاواهم الجهاديَّةِ (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْـمُفْسِدَ مِنَ الْـمُصْلِحِ )
ومن عاشَ لدينِهِ مثلما عشتَ يَستَحِقُّ من الله تعالى خاتمةً لقيتَهَا ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْـمُصْلِحِينَ )
كما أنَّكَ الـ ( عيَّاشُ ) ففي اسمك هذا بشرى الشَّهادةِ والحياةِ الأبديَّة ..
فالشُّهداءُ من حياةٍ إلى حياةٍ ومن عَيشٍ إلى عَيشٍ ينقلبون ..
فالشُّهداءُ ـ يا حبيبَ القلب ـ أبداً لا يموتون
وخاطب الشهيد ربيع الكاكوني بقوله أيضا:
حبيبَ القلب الشَّيخ الشَّهيد ربيع الكاكوني ..
أيّةُ عاصفةٍ من ثورةٍ تلكَ التي كنتَ تخفيها خلفَ هدوئِكَ الرَّزين ؟!!
وأيُّ بركانٍ من تحدٍّ ذلكَ الذي كان يكتَنِزُه صمتُكَ الوَقُور ؟!!
وأيَّةُ بغضاءَ تختَزِنُهَا صدورُهم المُقفَلَةُ على حجارةٍ تُسَمَّى زوراً وبهتاناً قلوباً ويُسمَّى حامِلُوهَا كذباً وافتراءً بشراً..
وأيُّ حقدٍ تتدفَّقُ به محابرُ غدرِهم فيرسمونَهُ على خارطةِ جسدكَ المَحبُوكِ من ضفائرِ الكرامةِ والرُّجولة ..
أُذُنُكَ التي قطعوها بسكينِ عارِهم لم يجدوا على تلافِيفِها غيرَ همومِ حورانَ التي أَصَخْتَ السَّمعَ لأنينِها عمرَكَ كلَّه ..
وشَفَتاكَ اللَّتانِ حاولوا انتزاعَ صِدقِهمَا لم يعثُروا في تقاسيمِهِمَا سوى على آياتٍ تُثَبِّتُ الذين آمنوا وجاهدوا بالقولِ الثَّابت ..
والرَّصاصاتُ العشرونَ التي اخترَقت جسدَكَ أَلْفَت كلَّ خليَّةٍ من خلاياهُ تهتفُ :
(يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ*بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ).