في رثاء الحاجّة زينب الغزالي
18آب2012
أ.د/ جابر قميحة
في رثاء الحاجّة زينب الغزالي
أ.د/
جابر قميحةألقى الشاعر جابر قميحة هذه القصيدة في سرادق عزاء الحاجّة زينب الغزالي بالقاهرة مساء الجمعة أمام جمع حاشد من المعزِّين .
وأنا أقدم هذه القصية بمناسبة مرور 7 سنوات على وفاتها .
علما بأن الحاجه زينب الغزالي توفيت يوم الأربعاء 3 / 8 / 2005 في القاهرة عن عمر يقارب التسعين عاما بعد أن أمضت أكثر من نصف قرن في حقل الدعوة الإسلامية عبر أنحاء عديدة من العالم الإسلامي.
بكيْتُ، وقلبي في الأسى وقال: أتبكي والقضاءُ محتم فقلتُ: تعالى اللهُ، فالحزنُ ساعرٌ ولو كان فضلُ الراحلين مراثيًا فلا كلُّ مفقودٍ يُراع لفقْدهِ ولا كلُّ من يحيا الحياةَ بحاضرٍ فإن خلودَ المرْءِ بالعمل الذي أناديك- أمَّ الصابرين- بمهجتي سلامٌ وريحانٌ وروْحٌ ورحمةٌ فقد عشْتِ بالحق القويم منارةً وكنتِ- بحقٍّ- منبعَ الحبِّ والتُّقى ودارُكِ كانتْ مثل دار "ابن أرقم فَرُحْنَ- أيا أماهُ- في كلِّ موطنٍ شبابًا حيِيًّا في شجاعة خالدٍ يفرُّون عند المغريات تعففًا ومن كان للحقِّ القويم نهوضُهُ ولا ضيرَ ألا تُنجبي، تلك حكمةٌ فقد عشْتِ أمًا للجميع، وأمَّةً وكنتِ لسان الحقِّ في أمةٍ غَفَتْ وقلتِ: كتابُ الله فيه شفاؤكمْ وقلتِ: هو الإسلامُ دينٌ ودولةٌ وإن النساء المسلماتِ شقائقٌ لهن حقوقٌ قررتها شريعةٌ وقد كنَّ قبل الدين كمًّا مهمَّشًا بذلك- يا أماه- كنتِ منارةً وأحييْتِ بالعزم الأبِّي ضمائرا فأغضبتِِ فرعونَ اللعينَ وقد بغَى فقلتِ: لغير الله لم أُحنِ جبهتي ولاقيتِ- يا أماه- أبشعَ محنة صَبرتِ وضجَّ الصبُر من صبرِك الذي وجددتِ ذكرى أمِّ عمارِ التي فكانت- بفضل الله- خيرَ شهيدةٍ وقلتِ- أيا أماه-: حسْبِيَ أننيِ فكان ظلامُ السجنِ نورًا مؤلَّقًا أنيسُك فيه النورُ والفجرُ والضحى وكانت سياطُ الظالمين شهادةً فكانوا- بفضلِ الله- أُسْدًا رهيبةً وخرَّ من الإعياء جلادُك الذي فقلت: تعالى الله، يهوى معذِّبٌ سجينةَ حقٍّ لم ينلْ من إبائها وغايتُهم في العيش مُتعةُ ماجنٍ وكلهمو في الشر والعارِ ضالعٌ كأن عذاب الأبرياء لديْهمو أيُلقى بقاع السجن مَن عاش مؤمنًا يُجنُّ أميرُ السجن: أنثى ضعيفةٌ أعيدوا عليها موجةً من سياطكم ولم تجْدِ فيها: لا الكلابُ ينُشْنَها فيصْرخ: أنثى لا تبالي ببأسنا فهان عليها سْوطنا وكلابنا إذن لن أُرقَّى، سوف يغضب سيدي "ويلعنُ خاشي" إذ أفاق على يدي ولم يدرِ أن الله أقدرُ منهمو وأن فصيل المؤمنين يفوقهم فإن غالطوا قلنا: الجنائزُ بيننا مئاتُ ألوف في الجنازة حُضَّرٌ ولكنه الإسلامُ ألف بينهم فإن كنتِ قد غادرتِ دنيا بزيفها ستلقيْن أمَّ المؤمنين خديجةً وحفصةَ والخنساءَ والصفوةَ التي عليك سلام الله في الخلْد زينبُ مضيتِ بذكرٍ ليس يُكتب أحرفًا | يتقلبُفجاء رفيقي مُفزعًا، وهو وليس لنا من قبضةِ الموتِ مَهرب؟! قويٌّ، عتيٌّ، والفقيدةُ زينبُ لجادَ بمرْثاها الحطيمُ، ويثربُ ولا كلُّ حيٍّ فائقٌ، ومحبَّبُ ولا كل من في القبرِ ماضٍ مغيَّبُ يقودُ مسارَ الخير لا يتهيَّب وكلِّي دعاءٌ ِمْن سناكِ مُطيَّبُ عليكِ، وممدودٌ من الظل طيبُ تشدُّ إليها كلَّ قلبٍ وتجذبُ ومدرسةً فيها العطاءُ المذهَّبُ تخرجَ فيها من بناتِكِ أشْهُبُ يربِّين أجيالاً على الحقِّ أُدِّبوا له الحقُّ نهجٌ، والشريعةُ مذْهبُ وحين ينادي الرْوعُ هَبُّوا وأجْلبوا فليس لغير الله يرضى ويغْضبُ طواها عن الأفهام سرٌّ مُحَّجبُ يباهي بكِ التاريخَ شرقٌ ومغربُ كأنهمو عن عالم الناس غُيَّبُ وبالسنة السمحاء نعلو ونغْلبُ وقوميةٌ نعلو بها حين نُنْسبُ لجنسِ الرجالِ المسلمين وأقْربُ من الله حقٌ ناصعٌ ومُطيَّبُ كسقْط متاع يُستباحُ ويُسلبُ فأهْوَى صريعًا جاهلٌ متعصبُ تعاورها بومٌ ضريرٌ وأذْوُبُ لتستسلمي للظلِم أيّانَ يرغبُ وللحقِّ صولاتٌ أعزُّ وأغلَبُ يخرُّ لهوْليهْا شبابٌ وشُيَّبُ أذل كبارًا في الفجور تقلبوا تحدَّتْ أبا جهلٍ ومن كان يصحبُ وليس كتحصيل الشهادة مكسبُ على درب طه أستقيمُ وأَضْرِبُ من الملأ الأعلى يطوف ويُسكبُ كما يُؤنس الإنسانَ في التيه كوكبُ بأنَّ دعاةَ الحق أقوى وأصلبُ وهل يغلب الأسْدَ الرهيبةَ أرنبُ؟! تعهد أن يُرْديَك وهو يُعذِّبُ ويبقى رفيعَ الرأس حرًّا معذَّبُ!! عتاةٌ على قتل العباد تدربوا وعدتُهم في الحكم نابٌ ومخلبُ وللحقَّ نهَّاب عُتلٌ مخرِّبُ ألذُّ من الشهد المذاب وأعذبُ ويطلق لصٌّ آثمُ القلب مذنبُ؟! تُذِل رجالي بالثبات وترعبُ؟! وركْلاً وصعقًا علَّها تتذبذبُ ولا القيدُ والسجان بالسوط يُلهبُ فلا السوط جبارٌ ولا الكلبُ مرعبُ أذلك سحرٌ؟! بل من السحر أغربُ ويا ويلتاهُ إذ يثورُ ويغضبُ وقد كان في أُنْسٍ يهيصُ ويشربُ وأن سياطَ الله أقوى وأغلبُ ثباتًا وعدًّا، لا يخاف ويرهبُ سَلُوها؛ فحكم الموت ما كان يكذبُ ولم تْدّعهم أمٌ ولم يدعهم أبُ وجَمعهم حبٌّ مكين مقرِّبُ إلى عالمِ الخلْد الذي هو أرحَبُ وفاطمةَ الزهراءَ فرحى ترحِّبُ ظللن شموسًا للهدى ليس تغربُ وإن نعيم الله أبقى وأطيبُ ولكنه بالنورِ والعطرِ يُكتبُ | يَعتبُ