وللفرات أفراح
شريف قاسم
اطَّلعتُ اليوم على شهادة الشكر والتقدير والعرفان من إدارة بوابة الفرات ... وعلى الردود المرافقة لها من الأحبة أبناء محافظة الفرات ، وأود أن أقول وما كنتُ ــ ويشهد الله ــ بالذي يتحدث عن مثل هذه الأمور ولكني أجد دافعا في صدري أغراني للقول ... بأن لديَّ الآن أكثر من (200) مئتي شهادة شكر وتقدير ودروع وجوائز وهدايا من جهات متعددة ومن إخوة وأخوات أكن لهم مودتي وتقديري ، وذلك خلال أكثر من ثلاثين عاما من عملي وإنجازاتي في هذه الغربة عن مدينة صباي وشبابي وأهلي وأحبابي ، مدينة الفطرة والعجاج والفرات الخالد بتدفقه رغم انحسار فتوره بعض الشيء ... أقول وكما ذكرت آنفا بأني أحتفظ الآن بشهادات شكر ودروع وجوائز وهدايا ... وإني لأستأذن تلك الجهات جميعها وعلى اختلاف مواقعها ومراكزها الاجتماعية بالقول بأن لشهادة الشكر والتقدير التي أبرزتها بوابة الفرات الأثيرة ، و المحملة بأريج الفرات طعما خاصا وصدى موَّارا في مشاعري وذاكرتي ، لم أحقد على الظلام ، ولكني أرجو لأهله أن يزيلوه بنور الصبح الجميل ، ولم أفرح لعثراتهم ، ولكني أرجو لهم الاستقامة على طريق الأقوياء الأمناء الذين قيل فيهم : ( العدل أقوى جيش ، والأمن أهنأ عيش ، وخير مالك ما أنفقتَ من ، وخير أعمالك ما وُفقتَ فيها ، ورأس الفضائل هو اصطناع الأفاضل ... ) أولئك الذين تمتعوا بالنزاهة والاستقامة ، وأكرموا أرباب الصدق والكفاءة ، الذين يعملون للقيم العليا والمُثل السامية لعلاقات المجتمع الصالح الناجح ، أولئك لهم أسوة من سلفنا الصالح ، سطَّرتها مآثر النبوة في صياغة المجتمعات المثالية التي يتحدث عنها الحكماء والفلاسفة ، هذا هادي البشرية والرحمة المهداة للعالمين يؤكد على قيم بناء الإنسان ، وتربية المجتمع بقوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه : ( متى توتر ؟ ) قل : أوتر ثم أنام . قال : ( بالحزم أخذتَ ) ، وسأل صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( متى توتر ؟ ) ، قال : أنام ثم أقوم من الليل فأوتر . قال : ( فعل القوي أخذتَ ) رواه ابن حبان . وقد آن لنا جميعا أن نتمعَّن في قوله صلى الله عليه وسلم : ( ويل للأمناء ، ويل للعرفاء ، ليتمنين أقوامٌ يوم القيامة أنهم كانوا معلقين بذوائبهم من الثريا ، وأنهم لم يكونوا ولو شيئا قط )
فتحيتي وامتناني لإدارة بوابة الفرات ، ولأهل الردود الحانية المتألقة ، ولرواد البوابة وقرائها ، ولعامة أهل الفرات ، أهدي هذه الأبيات التي جاءت بشكل عفوي بعد ظهر هذا اليوم ، وكأنها ارتجال أو قريبا منه :
الشكرُ والتقديرُ وهي الدلالاتُ المجيدة في الإخا تحكي الوفاءَ مودَّةً وتآلُفًا هذا نشيدي صنتُه إلا إذا فارقْتُها ، فالقلبُ أضناهُ النَّوى وبنو الفراتِ وقد أثارَ مشاعري هم إخوتي وأحبتي ، وهمومهم يحيونَ في أحناءِ نفسٍ لم تزل فالديرُ نعمَ عجاجُها من نعمةٍ والدَّيرُ نعمَ الدَّيرُ يكلؤُها الذي ياربِّ فاحفظْها ، وأكرمْ أهلَها وأزلْ إلهي عن مرابعِها الأذى ياربِّ عفوُك مِنَّةٌ نرجو بها تحيا به الأرضُ اليبابُ ، وينطوي ليعيشَ أهلُ الدَّيرِ في خيرٍ وفي ياربِّ أنتَ أَرَيْتَنا الغضبَ الذي ياربَّنا أَرِنَا بفضلِكَ رحمةً واجعلْ لأهلِ الدَّيرِ عندك حظوةً فالمؤمنون العابدون الصَّالحون ... فخفيُّ لطفِكَ ربَّنا بوَّابةٌ * * * في شاطئيكَ أيا فراتُ قصائدي وسناكَ ممتدٌّ على أُفقٍ سما ومشى ببوحِ حُنُوِّه أبناؤُكَ ... فمداك عذبٌ يافراتُ وجنَّةٌ وهي البيادرُ منك ملكُ يمينِنا من رفعةٍ وكرامةٍ نَسَجَ الهدى قد سابقتْ ديري الزمانَ ، ولوَّحتْ فله مآثرُه التي لاتنتهي لا البغيُ والأحقادُ من عاداتِهم كانوا وما زالوا بأروقةِ النَّدى ديري وكوكبةُ الأفاضلِ أهلُها من أهلِها الشعراءُ والأدباءُ إنْ والأولياءُ العاملون بإرثِ ما والمؤثرون الَّلهَ عمَّـا دونه والدَّيرُ أنعمْ هاهُمُ أبناؤُها آثارُهم في كلِّ فضلٍ مالها ياديرُ لم أُبدلْ ثراكِ بجنَّةٍ إنَّ الهُويَّةَ لم تزلْ ديريَّةً مهما تعدَّدت المشاربُ في الورى هذي الهُويَّةُ شأنُها متميِّزٌ لاتقبلُ الكرهَ البغيضَ ولا ترى ترجو لكلِّ الناسِ من خيرٍ ومن ليعيشَ أهلُ الأرضِ في أمنٍ كما وهي الهُويَّةُ كالفراتِ عُذوبةً والعذرُ منِّي للذي لم يُرْضِه بلدي الذي قد عشتُ فيه طفولتي إذْ ليس أنسى أرضَه وسماءَه ومساجدَ الإسلامِ ضمَّتْ إخوةً ومدارسَ التعليمِ والحاراتِ ... أو كيف أنسى نشأتي جارًا لمَن أم أنني أنسى الأحبةَ خيَّموا واللهِ لولا أنهم قد أخرجوني ... وبعمقِ وجدِ القلبِ ألفُ قصيدةٍ لكنَّه لايحملُ الحقدَ البغيضَ ... * * * والغربةُ العمياءُ لم تأكلْ سوى فالقلبُ ينبضُ بالمودَّةِ والرضا يحيا بروضِ يقينِه ماغادرتْ يُزجي إلى بوَّابةٍ رقميَّةٍ أحلى التحايا والأماني والمنى فيها ( الفراتي ) و ( البشامة أسمر ) وأبو ( أبي غيثٍ ) و(ليث) (مصطفى ) وكذلك ( الديري أبو عمر ) الذي (وقلوب أصحاب الوفاء ) و (صقرنا ) (ليندا الفراتِ ) وتلك ( كاردينيا) وقد ( وطبيبُنا عمر) استثارَ مشاعرًا (ولزهرة القدسِ) الأثيرة شذوُها ( والياسرُ ) المعروفُ في تعليمِنا نِعمَ الأخوَّةُ والمودَّةُ والوفا ولأحمد الهوَّاس ختمُ تحيَّةٍ والآخرون وربما ينسى الفتى لهُمُ الرُّقيُّ : قويمُه ومفيدُه بوَّابةُ الأملِ الرَّخيِّ ألا انهضي غنِّي بما يٌرضى الأصالةَ يرتدعْ | والإكبارُأغنتْ بشذوِ متونِها فصروحُها في اللهِ لاتنهارُ بينَ الأحبةِ مالها إدبارُ هزَّت مواجعَه الثِّقالَ الدَّارُ : فعليه من كدرِ الفراقِ إسارُ وهجُ الحنينِ فأفقُها محبارُ همِّي الطويلُ فما له إدبارُ في حبِّ أهلِ الدَّيرِ ليس تُدارُ وبها يُزالُ الكسفُ والإضرارُ تبقى له في حكمِه الأقدارُ بالعفوِ والغفرانِ ياقهَّارُ وامننْ عليها إنَّكَ السَّتَّارُ أن تنزلَ الرحماتُ والأمطارُ هذا الغثاءُ ، وتلكم الأوضارُ بستانِ بِرِّكَ مابه أخطارُ فزعَ الأهالي منه والأبرارُ !! تُمحَى بها الشِّدَّاتُ والأوزارُ تعفو بها عنهم إذا هم جاروا ... الراكعون السَّاجدون احتاروا !! للفتحِ في أفيائِها أنصارُ * * * كانت وما زالتْ لديكَ تُثارُ بدروبِه العلماءُ والأطهارُ ... الغرباءُ والأفذاذُ والأبرارُ بظلالِها يتأرَّجُ النَّوارُ من خير ما قد تجتني الأعمارُ أردانَها لا العارُ والمزمارُ بالفوزِ نالَ وسامَه الأخيارُ وسُمُوُّها لرجالها مضمارُ أبدًا وليس لخطوِهم إضرارُ صرحًا يفيءُ لصرحِه الأحرارُ هم للإباءِ وللوئامِ منارُ بأولي المواهبِ تفخرُ الأمصارُ تركَ النّبِيُّ الصَّادقُ المختارُ فتباركَ الوهَّابُ والغفَّارُ مافيهُمُ الطَّاغي ولا الخوَّارُ عندَ المحقِّقِ مالها إنكارُ في الأرضِ مهما زمجرَ الإعصارُ وسوى الفراتِ العذبِ لا أختارُ وتنوَّعت في العالَمِ الأنهارُ وُدٌّ ــ وثيقُ نسيجِها ــ وجِوارُ إلا المحامدًَ للعلى تُختارُ قيمٍ بها تتآلفُ الأقطارُ شاءَ الإلهُ البارئُ الغفَّارُ ماشانها بينَ العبادِ شنارُ حبِّي لها ، وَلْتُقْبَلِ الأعذارُ ويفاعتي ، وَلْيَخْسَأ الإنكارُ والليلَ قد بسمتْ به الأقمارُ جمعتْهُمُ الصَّلواتُ والأذكارُ ... والضَّوضاءَ والأطفالَ لمَّـا ساروا أغنى نضارتَها ، فنعمَ الجارُ في القلبِ ، نعمَ الإخوةُ الأخيارُ ... ماخرجتُ ، ففي فؤادي نارُ !! أغنى رويَّ حنينِها الإيثارُ ... ولا يرى ماقد يرى الأشرارُ * * * جسدي عليه من الأذى آثارُ لم تُثْنِهِ عن ديرِه الأكدارُ مجلى معارج روحِه الأنوارُ يروي الظِّماءَ فراتُها المدرارُ إذْ في يَدَيْ بستانِها الإثمارُ و(الغامديُّ ) و ( الثَّائرُ ) الكرَّارُ أصحابُ رَدٍّ وُدُّهُم زخَّارُ شحذَ العزائمَ طيفُه الخطَّارُ نعمَ الوفاءُ ، ونعمَ ذا الصَّقَّارُ أعلتهُما الآراءُ والأفكارُ ( والماجدُ) الغالي به استبشارُ كالأختِ ( رومنتيك ) حيثُ الغارُ ( وأبو معاذ ) الفارسُ الصَّبَّارُ ولنعمَ ذاكَ الرَّبعُ والسُّمَّارُ بيدِ القصيدِ وحرفُه معطارُ فلهم بأسفارِ الوفاءِ فخارُ إذ تجتليه لحسنِه الأبصارُ فالوعيُ حقلُ غُدُوِّه محبارُ في منتدى آفاقِكِ استهتارُ | الأسفارُ