ماذا يعني لي وفاة الشيخ حامد البيتاوي
خباب بن مروان الحمد
ظُهر يوم الإربعاء : (4 / 4 / 2012م) فُجِعنا بنبأ وفاة أحد أعلام ودعاة وعلماء فلسطين: فضيلة الشيخ الداعية : حامد البيتاوي - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنَّاته - .
إنَّه مع اليقين التام بأنَّ (الموت) سُنَّة الله في خلقه، (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس:49]، وأنَّه: (كل شيء هالك إلا وجهه) – سبحانه وتعالى -، إلاَّ أنَّ المصيبة بوفاة الشيخ حامد ليست كوفاة أي رجل!
إنَّه حامد (الداعية) وحامد (القاضي) وحامد (العالم الجليل) و حامد (المُناضل).
لأجل ذلك فبلادنا الفلسطينيَّة على قلَّة أهل العلم فيها، وندرة دُعاتها، أُصيبت اليوم بحدث أليم على قلب كُل من يعرف لأهل العلم قدرهم، ولأهل الدعوة فضلهم، وما هم بمعصومين فالعصمة لله ولرسوله فيما يُبلِّغه عن دينه.
* يقولون: الرجل علم وموقف!
* وقالوا: المعرفة والموقف ترفعان أقدار الرجال!
وهكذا كان حامد.. صاحب علم ودعوة، فلقد طاف الديار الفلسطينية طولاً وعرضاً لتبليغ هذا الدين، والدعوة إلى دين رب العالمين، وكان له أثر رائع في الدعوة إلى الله في أراضي (48)، وفي الدعوة في القرى النائية عن المُدن، وقد نفع الله بعلمه ودعوته أجيالاً من الشباب.
ولقد أخبرني - رحمه الله - أنَّ ذهب لقرى كاملة كان يدين أهلها بالشيوعية، ومعه بعض الدعاة الفضلاء؛ لهداية الناس فيها وردهم لدين الله رداً رفيقاً حليماً جميلاً، فتغيّر حالها وصار أهلها ولله الحمد ولاؤهم للإسلام وكفى!
أمَّا مواقفه فيكفيه فخراً أنَّ من الرجال الشجعان الذين ما هانوا ولا لانوا ولا استكانوا أمام العدو الصهيوني، فلقد سُجن في سجون بني صهيون بسبب صدعه بالحق، وأُبعد من دياره في مرج الزهور، وبقي كالطود الشامخ لا تهُزُّه تهديدات (يهود) وإرجفاهم وإيعادهم.
ولعلَّ من مواقفه التي لن ولم تُنسى له أنَّه قال لأحد الصحفيين اليهود: (لن نعترف بدولتكم، ولئن حصل بيننا وبينكم تهدئة فأيقنوا أنَّها لن تطول، فلا تظنوا أنَّكم ستعيشون عشرات السنين، فلا تحلموا بذلك، وأردف له قائلاً بعزَّة المسلم: وستتذكر كلامي جيداً !).
جزى الله الشيخ الداعية حامد خير ما جزى داعية عن أمَّته، وعالماً عن ملَّته.
إذا ما مات ذو علم وتقوى * فقد ثُلِمت من الإسلام ثلمة !
· أيها الشباب الفلسطيني:
اعلموا أنَّ الشعب الفلسطيني ما أحب الشيخ حامد لا لأجل (لحمه) و( لونه) و (عَظمِه) إنَّما أحبَّه لعلمه وعمله، وحمله هموم أمَّته...
ويا سبحان الله طالما كررَّرت كثيراً في دروسي: من الناس من إذا مات بكت عليه أمَّة، ومنهم من إذا مات لم تبكٍ عليه حتَّى أمَّه!
قد مات قومٌ وما ماتت مكارمُهمْ * وعاش قومٌ وهم في الناس أمواتُ !
فأقبلوا بالله عليكم - أيها الشباب - على طلب العلم واجتهدوا في تحصيله، وكونوا دعاة إلى الحق ولأجل الحق؛ لعلَّ الله تعالى ينفع بكم، وتكونوا أفضل مِمَّن سبقكم، وما ذلك على الله بعزيز!
وداعاً أيا شيخ حامد... والملتقى الجنَّة - بإذن الله -.