ظافر كميل... في ذكرى الشهادة
ظافر كميل... في ذكرى الشهادة
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
أشواق الروح ينبغي أن تجد في كل أمة من يغذيها بزيت التوهج، ويؤجج اشتعالها كلما شارفت على الانطفاء والخمود، والذين يقومون بهذه الخدمة الجليلة، إنما هم "رجال الروح" المنتشرون بمدارسهم التي علمت وتعلم الحرية والكرامة والعزة في بقاع كثيرة من العالم، من أجل هذا العمل البطولي الذي لا يقوى عليه إلا رجال من ذوي العزم والإرادة والتصميم.
ظافر كميل ابن بلدة قباطية أحد رجالات الروح الذين لا ينساهم القلب،ظافر محمد كميل ولد في جبل المنارة احد ضواحي مدينة عمان في الأردن في العام 1975 وله من الاخوة أخوين من الذكور واثنتين من الإناث،وقد تربى شهيدنا في جنبات مساجد المنارة ناهلا من علمها وآدابها في حلقات العلم ويكون شعلة جديدة تنضم الى أحد اسر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وبعد أن أنهى الصف العاشر اشتدت وطأت الحياة عليه وعلى أسرته مضطرا الخروج من مدرسته، ليعول أسرته بعد مرض والده الذي غادر الحياة بعدها بسنوات في العام 1993، لينتقل بعدها الشهيد ظافر للعيش في مسقط رأسه ومسقط راس والدته قباطية اكبر واقرب بلدات مدينة جنين عليها وليبدأ رحلة جديدة في جهاده للدنيا والآخرة
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا ابا محمد لحزينون...لكنه قدر الرجال ..قدر الابطال الذين يرفضون الذن والخنوع ، ويرفضون ان ينحنون الا لله رب العالمين أو لزرع عبوة تدمر الاعداء وتزرع الرعب في طريقهم..قدر الذين أرادوا أي يرسموا شارة النصر على قمم المجد والفخار.
لم تنتظر ياظافر فحملت سلاحك وانطلقت تقول كلمتك وتطلب لقاء الله بصدق ، خرجت وأنت تتلو آيات الله التي حفظتها وعلمتها لتلاميذك في مساجد قباطيه : ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين)
خرجت تحمل ألم أمتك وجرح شعبك ، خرجت تريد ان ترسم البسمه على وجه طفلك وكل اطفال فلسطين ، سرت واثقا بنصر الله ... تدوس الشوك لتزرع الورود الجميله ... لتنشر عبق رائحتها في الدنيا .... تمضي بصمت و تترك خلفك الذكرى الجميله و الامل والحب ... تحديت ضعفنا و بذرت الأمل في قلوبنا....
رحمك الله يا ابا محمد