رسائل من أحمد الجدع ( 34 )

جلالة الملك فاروق ملك مصر والسودان !!

بين يدي الآن كتاب اعترافات فاروق ( أكتب مذكراتي بيدي وأحمد الله ) .

مذكرات الملك فاروق ملك مصر والسودان ، اشتريت هذا الكتيب حوالي عام 1958 .

كيف أبدأ ؟ وماذا أقول ؟

إن هذا الشعب العظيم في مصر لا يستحق أن تكون ملكاً عليه لأنك فسقت وفجرت ثم قتلت العالم الرباني حسن البنا عام 1949 وفي عام 1952 أخذك الله أخذ عزيز مقتدر ، ذلك لأنك لا تعلم أن العلماء ورثة الأنبياء ، وأن من يعتدي عليهم بالقتل فقد باء بغضب من الله ، وقد وقع عليك بسبب هذا القتل ما علمت ويعلم الناس .

عنوان مذكراتك هكذا : " مذكرات فاروق ملك مصر والسودان " .

وأين السودان الآن ، فقد انفصلت عن مصر ، ثم انفصل عنها الجنوب ، وماذا سيأتي بعد ، الله أعلم .

لقد شارك جيشك في حرب فلسطين ، فشاهد البطولات التي قام بها المتطوعون من شباب مصر من الإخوان المسلمين وغير الإخوان ، وشهد كبار ضباطك لهؤلاء بالوطنية والبطولة والجهاد النقي .

بم جازيت هؤلاء الأبطال ؟

لقد نقلتهم من ميدان الجهاد إلى غياهب المعتقلات والسجون .

كنت تفعل ذلك وأنت لا تعلم أن الله غير غافل عما يفعل الظالمون ؟

وإن من جاء بعدك ساروا سيرك في إعدام العلماء ، فماذا قدموا لشعوبهم ، لقد قدموا لهم مظالم وهزائم ، لم يتعلموا مما وقع بك ، أكرر وأقول : إن قتل العلماء وإراقة دمائهم يُنزل اللعنة بالفاعلين .

لقد كتبت مذكراتك ولم أطلع عليها كاملة ، والذي بين يدي الآن مقتطفات من هذه المذكرات وقد وجدت فيها مغالطات تنم عن جهلك بدينك ، ولست أدري كيف تكون ملكاً لمصر وفيها أهم مؤسسة إسلامية ، الأزهر الشريف، وفيه جهابذة العلماء المسلمين ، كيف تكون ملكاً وحولك هؤلاء وتكتب آراء في الإسلام يأباها الإسلام ، وكيف تدافع عن بناتك وهن يخرجن على الناس كاسيات عاريات !

لقد تزوج ابنك أحمد فؤاد من يهودية اسمها دومنيك وغير اسمها إلى فضيلة حتى يخفي هذا الزواج ، وأنجبت له أولاداً وبناتاً ، وقد أصبح أولاد ابنك يهوداً بحكم التعريف الرسمي لليهودي بأنه من كانت أمه يهودية !

ولم تكن تعلم في السياسة شيئاً فقد زعمت أن الإخوان المسلمين شيوعيون تمولهم السفارة السوفيتية وأنهم هم الذين قادوا الثورة ضدك ، تقول في الصفحة (57) من مختصر مذكراتك ما يلي :

 من هم الرجال الذين وراء محمد نجيب ؟ سوف أكشف النقاب عنهم !

إنهم عبارة عن مكتب سياسي سري من الإخوان المسلمين إنهم ينفقون من المال الذي تمدهم به السفارة الروسية في القاهرة !

إن هذا الانقلاب الناجح الذي كلفني عرشي لم يضع محمد نجيب تصميمه على ضوء الشموع في خيمته العسكرية البسيطة .

إن الذين وضعوا خطة الانقلاب هم جماعة من المستشارين العسكريين الأجانب !

ولكن لماذا أرادت السفارة الروسية خلعي عن عرشي !

ذلك لأن رجالها يريدون أن يجعلوا من مصر بعد مدة قصيرة كوريا ثانية (انتهى) .

وبعد :

أحب هنا أن أقدم معلومة لا يعرفها كثير من الناس ، وهي معلومة لا تتعلق بالسياسة ، بل هي معلومة اجتماعية.

كثير من الناس يسمون أبناءهم بحرف يختارونه من حروف الهجاء يبدأون به كل اسم كأن يسموا : علي ، عدنان، عرسان ، عبلة ... الخ .

وأول من نهج هذا النهج هو الملك فؤاد فقد سمى ابنه فاروقاً وعندما تزوج فاروق من صافيناز ذو الفقار غير اسمها إلى فريدة، وعندما ولدت له بناته الثلاث كانت أسماؤهن : فريال ، فوزية ، فادية .

وعندما وُلد له ذكر سماه فؤاداً ..

وعندما تزوج فؤاد هذا من اليهودية دومينيك غير اسمها على فضيلة .

أما أخوات فاروق فهن : فوزية وفايزة ، وفايقة وفتحية وفوقية .

والزوجة الثالثة للملك فؤاد فريال هانم .

أيها الملك المخلوع عن عرش مصر ، هأنذا أسرد نسبك ليتعرف عليه محبو الأنساب ، فأنت فاروق بن الملك أحمد فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي ، وفي مصر يطلقون على أسرتك : الأسرة العلوية ينسبونها إلى محمد علي باشا .

ولدت في 11 فبراير سنة 1920 ، توليت عرش مصر سنة 1937 ونزعت عنه في 26 يوليو سنة 1952 ومت في 8 مارس سنة 1965 م في إيطاليا ودفنت في مصر .