رد على مقالة الأديب الشامي معاذ الدرويش
رد على مقالة الأديب الشامي
معاذ عبد الرحمن الدرويش عن دمشق
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد وآله الأطهار، وصحبه الأخيار ،الأخ الأديب الشامي معاذ عبد الرحمن الدرويش سلام عليك وعلى مقالتك عن وجه واحد مشرق من دمشق عرضتَهُ بأسلوبٍ روائيرصين ورائع ،فاثرت حفيظيتي لابراز غيرِ وجه مشرق لدمشق منها ، انَّ دمشق جنة الارض بلا خلاف لحُسن عمارتها، وكثرة فاكهتها ،ونزاهة رقعتها وكثرة مياهها ، وسمِّيت ب"دمشق "لأسباب متعددة ، منها اما لانَّهم تدمشقوا أي اسرعوا في بنائها ،او لانَّها نسبة الى بانيها دماشق بن قاني بن مالك بن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ، ويقال ان الذي بناها هو حبرون بن سعد بن عاد بن ارم بن نوح عليه السلام ويقال ان هودا عليه السلام نزل دمشق وأسَّس الحائط َالجنوبي للمسجد الاموي اليوم ، ويقال ان الذي بنى دمشق غلام حبشي وهبه النمرود بن كنعان لسيدنا ابراهيم الخليل بعد ان انجى الله سيدنا ابراهيم من النار؛ وكان الغلام الحبشي يسمى "دمشق"، ويقال سميت ب"دمشق "نسبة الى دمشق بن ارم بن سام بن نوح ودمشق هو اخو لكل من فلسطين والاردن ، وايلياء وحمص، اذ بنى كل من هولاء الاخوة مكانا في كل مما ذُكر ؛ فسمِّي المكان به مما يعني ان بلاد الشام مجزأة مجازا لكنها وحدة واحدة حقيقة ،ويقال بان آدم عليه السلام كان ينزل في موضع يعرف الان ب"بيت انات" وكانت حواء عليها السلام تنزل في "بيت لهيا "وكان ينزل هابيل في "مقرى "وكان صاحب غنم اما اخوه قابيل فكان ينزل في "قنية " وهذه المواضع حول دمشق .ويقال ان قابيل قتل اخاه هابيل في جبل قاسيون الجبل الاوحد الذي يشرف على مدينة دمشق من جهتها الشمالية الغربية والى الخلف من الجهة الغربيةعينُ الفيجة وما ادراك ماهيه؟ ويذكر الحموي رحمه الله في ترجمته دمشق في معجم بلدانه انه راى على حجر شيئا كالدم ، يزعم اهل الشام انه الحجر الذي ضُرب القتيل به ، وبعض الاوائل روى ان مكانَ دار سيِّدنا نوح كانت في دمشق وتسمى دمشق ب" ارم ذات العماد"، وقال الاصمعي جنات الدنيا ثلاث :غوطة دمشق ، ونهر بلخ، ونهر الابلة "، ومن خصائص دمشق كثرةُ أنهارها وجريان الماء في قنواتها ، وقال فيها الشعراء منهم ابوالمطاع بن حمدان يصفها :
سقى اللهُ أرضَ الغوطتين وأهلََها فلي في جنوب الغوطتين شُجونُ
وما ذقتُ طعمَ الماءِ الا استخفَّني الــــــــــــى بردى والنِّيرين حــنينُ
وقد كان شكِّي في الفراقِ يروعني فـــــــكيف يكونُ اليومَ وهو يقينُ ؟
فوالله ما فارقتُكم قــــاليا لكم ولكـــــنَّ ما يُقضى فسوف يكونُ
وقال فيها الصنوبري شاعر الطبيعة رحمه الله:
صفتْ دُنيا دمشقَ لقاطنيها فلستَ ترى بغيرِ دمشقَ دنيا
تفيضُ جداولُ البلورِِ فيها خلالَ حدائقٍَ ُينبتنَ وشــــيا
فمن تفاحةٍ لم تعدُ خدا ومن أترجـــــة لم تعدُ ثديا
وقال فيه البحترىي رحمه الله :
أمَّا دمشق فقد أبدت محاسنََها وقد وفى لك مُطريها بما وعدا
اذا أردتَ ملأتَ العينَ من بلدٍ مستحسنٍ وزمانٌ يشـــبه البلدا
يمسي السحابُ على أجبالها فرقا ويصبح ُالنبتُ في صحرائها بددا
فلستَ تُبصر الا واكفا خضلا أو يانـــــعا خضرا ،أو طائرا غردا
كانَّما القيظُُ ولَّى بعد جيئته أو الربيعُ دنا من بــــعــد ما بَعُـــدا
وقالت فيها عائشة الباعونية المتوفاة سنة (923هـ) رحمها الله تعالى :
نزِّهِ الطرفَ في دمشقَ ففيها كلُّ ما تشتهي وما تختارُ
هي في الكونِِ جنَّةٌ فتاملْ كيف تجري من تحتِها الانهارُ ؟
والى اللقاء في حلقات عن دمشق للراغبين استزادة والله الموفق