وصية إلى ولدي
29كانون22011
أ.د. محمود السيد داود
بعد أن حفظ القرآن الكريم
أ.د. محمود السيد داود
أستاذ السياسة الشرعية المشارك
بجامعة البحرين وجامعة الأزهر
يـمـمت وجهى وارتديت وسـكـبـت دمـعى عزة وتذللا وقدحت شوقى واستثرت مشاعرى وأخذت من وجه الصباح طهوره وأخـذت من زهر الصلاة رحيقه وشـربـت ذكـر الله فى محرابه وأنـسـت بالمختار عند حياضه وجـوانحى وجوارحى وخواطرى فتوجهت روحى لمن خلق الورى ووقـفـت مـبتهلا أعج بحاجتى * * * ولـدى رجـوت الله فـى عليائه أن تـصطفى لتغوص فى أسراره أن تـصـطـفى لتزود عن آياته أن تـصـطفى لتكون بابا للهدى أن تـصـطفى لتكون آيات الكتا لـتـكـون آيات الكتاب عزيزة لـتـكـون آيات الكتاب عظيمة لـتـبـث نور الله وسط ظلامة وتـقـوم تـرعـى للمبادئ حلة وتـزيـل سـوء الظن من أيامنا * * * ولـدى وكـم عـانيت فى أيامنا إلا الـذى يـأتـى وإنـى آمـن قـد صرت من حق غريبا بينهم أصـبحت لا أقوى على تقريبهم خذلوا قلوب العشق عندى ما دروا واروا الـحقوق وشيعت أرواحها أنـا لا أعـانـى يـا بـنى بلية مـسـت مـبادؤنا وضاع جلالها إن الـمـبادئ تستغيث من الذى وتـقول غاضبة ظلمت من الذى إنـى ظلمت من الذى قد قام يحـ إنـى ظـلمت من الذين تعاهدوا إنـى ظـلـمت من الذين تقدموا * * * أبـنـى دع عنك الهموم جميعها قـم يـا بـنـى ودع رفاقى إنهم قـم لـلـكتاب ففيه خير زخيرة ولـدى وقـد أعطيت هدى كتابنا وحـفـظت منه حروفه وحدوده فـالـزم رعاك الله فيض عطائه واعمل لصون النفس من أهوائها واحـيـى القلوب بآى ربك دائما وإلـيـك يـا ولـدى وصية والد الـيـوم أدركـهـا لأنـك حافظ ورعـيتها وقضيت حاجة والدى أوصـيـك يا ولدى وإنك مؤمن وأتـيـتـنى فوجدتنى أرقى وقد فاسترجع الرحمن وانهض فى تقى واسـأل لـى الـقهار حسن لقائه واسـتـمـطر المنان من رحماته واسـتغفر الغفار لى طول المدى فـعـسى يجود وقد وثقت بجوده واثبت على برّى وإن تحت الثرى | بيانىوغمست فى بحر القريض والـعـز لـى والـذل يجتمعان وتركت نفسى واصطحبت جنانى والـلـيـل مـن أسحاره أهدانى ومـن الـعـبـادة ما يشد كيانى وظـلـلت فى دفع الذنوب أعانى وصـبـبت بالأنوار فى وجدانى بـاتـت عـلى ثقة من الرحمن وأتـم كـل الـحسن فى الأكوان ورجـوت فـيـك الله يا "ربانى" * * * أن تـصـطفى فى خدمة القرآن وتـغـيـث من ظمأ بنى الإنسان وتـرد عـنـه مـظـنة العدوان وتـقـود كـل الخلق للرضوان ب مـجسمات فى الورى ومبانى فـى الـحكم يستعلى بها الثقلان عـنـد الـعمى كالنور والفرقان عـمـت بـما يأتى من الطغيان كـى لا تـشـق بـنفثة الشيطان وتـزيـح ما عانيت من أحزانى * * * ولـكم مضى ما كنت منه أعانى حـيـنـا من الأصحاب والخلان يـاغـربـة فـى غربة الأوطان دومـا ولا اقـوى على الهجران أن الـقـلـوب تـموت بالخذلان تـحـت التراب وجيئ بالجثمان فـى الأرض تـعدل زلة الربان وبـدت مـهـانـتها من الإمكان مـد الـذراع لها وقام بالأحضان أرجـو لـديـة نـهاية الإحسان رس فـى البلاد مقاصدى وكيانى لـلـبـذل فـى بـأغلظ الأيمان لـلـنـصـر والتمكين والإعلان * * * قـم يـا بنى ودعك من أشجانى فـى ديـنـنا ليسوا من الشجعان واسـتـنـطـق القرآن بالقرآن وبـه انـبـرى للحفظ كل لسان وارتـج بـالـتـنزيل كل مكان إن الـعـطاء على مدى الأزمان فـالـنـاس بين معذب ومصان فـكـتـابـه من قبل قد أحيانى بـاتـت رعـايتها من الإحسان وأبـى بـها من قبل قد أوصانى وعـليك يوم العرس أن ترعانى إن حـل بى ما كان فى الحسبان عـرق الـجبين وغارت العينان وانـسـج من القرآن فى أكفانى واسـتـشـفع الرحمن بالرحمن لا تـرج غـيـر الـخالق المنان لا تـمـنـعـن الماء عن ظمآن لأنـال دار الـخـلـد بـالغفران واعـلـم بـأن الـمـلك للديان | لسانى