الصيدلانية أم الفضل بنت الشيخ
تلتقي بأستاذها السوري المنفي بعد 33عام وتقول
قصة أغرب من الخيال حصلت وقائعها في واتا
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
إنها مشيئة الله أن تذكر استاذتنا الجزائرية الفاضلة أم الفضل بنت الشيخ
بعد حواري معها على موقع واتا اسم المُربي الكبير وأستاذها كما عرّفته بقولها
"
بقمّة الالتزام الديني والأخلاقي
"
أستاذ
اللغة العربية واسمه الذي لم تذكره كاملاً ، بل ذكرت كنيته ب - العتّال...على رابط
بعنوان " هذه هي سورية ونقائها على البساط الأحمدي وطبيعة أهلها وعاداتهم " قصص
طريفة"
http://www.wata.cc/forums/showthread...439#post507439
فأجبتها على الفور عنه وقلبي يتقطع حُزناً عليه وعلى أمثاله من عشرات
الآلاف المنفيين السوريين
، الذين ليسوا أقلّ منه مما وصفتهم الفاضلة أم
الفضل بنت الشيخ بمكارم الأخلاق ،
فقلت لها
: "
الأستاذ الذي درسك ياأستاذه أم الفضل بنت الشيخ اسمه الآن الدكتور
حلمي عتّال – ابو عبدو
-،
وهو من خيرة النّاس وصديقي ، وهو الحافظ لكتاب
الله ، والقليل من مثله في الطيب ، ولكن حظه العاثر على الدوام بسبب الإغتراب كما
هو شأن الآلاف المؤلفة أمثاله المنفيين قسراً عن بلدهم سورية ، أرغمه بأن يحمل
جبلاً رغم كهولته ، وهو يعمل حيناً ويتوقف أحياناً ، وعنده من المصائب ماينوء من
حمله الجبال ،" ابنه معه فشل كلوي وعلى الدوام بين الحياة والموت منذ سنوات متنقلاً
مابين اليمن وسورية دون أن يستطيع أباه مرافقته لعلاجه والإشراف عليه ، ورؤية
مايُصلحه ، لأنه ممنوع عن وطنه قسراً وظلماً ، رغم أنّ أمه التي تبرعت له بالكلى
فأقعدها المرض من بعد ذلك ، وصارت ممن بحاجة للمساعدة والخدمة التي يتحمّل عبئها
هذا الأستاذ الصابر المُحتسب ، الذي صار عليه عبئ العمل ، والعمل في البيت وخدمة
الزوجة ، دون أن يرأف نظام الإرهاب في دمشق بهؤلاء المنفيين ، أو يرحم المُعتقلين
المُغيبين في السجون منذ ثلاثين عام ، بل لا زال النظام إلى يومنا هذا وهو يُحاول
الفتك بهؤلاء المُستضعفين , ولايرحم كبيرهم ولا عاجزهم أو فقيرهم ويُلاحقهم حتى في
أبسط أمورهم بوثائقهم وأسباب رزقهم
"
فردّت علي الأستاذة
الجليلة الصيدلانية بالقول
: "
لقد كتبت إسم هذا
الأستاذ الفاضل د. عتّال وكلي أمل أن أجد من يخبرني عنه. ولا أخفيك أني كنت
متوقعة
انه إن كان لازال على قيد الحياة احتمال كبير ان يكون منفيا. ولكن أن
تكون حالته بهذا السوء
وهو الرجل المستقيم المعلم المربي الصادق فهذا شيء
عجاب
فهذا والله زمن الروبضة وزمن لكع بن لكع ،زمن يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه
الصادق،ويؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين!
فلا أملك إلاّ أن أقول:
لا
حول ولا قوة إلاّ بالله.
قال تعالى: (وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا بالله
العزيز الحميد)
إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ، صبرا آل عتّال فإن موعدكم
الجنة.
اللهم اجعل له من كل كرب فرجا ومن كل ضيق مخرجا.
لما سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس بلاءا؟ قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل...
أو
كما قال عليه الصلاة والسلام.
لأرد عليها
بقولي
: "
هذا هو حال بلدنا وأهلنا أختي أم الفضل بنت الشيخ ، ألم تري كما
ساءت الأمور في ظل هذه الأسرة الحاكمة ، وهذا النظام الإرهابي ، واحمد الله أنني لم
أتكلم بشيء ، بل الكلام جاء من الجزائر أم المليون ونصف المليون شهيد ،
وأتمنى على كل القرّاء ، أن يروي كل واحد منهم على حدى حكايته وقصته
وانطباعاته عند زيارته لسورية التي كانت في يوم من الأيام تُنافس اليابان ودول
النمور الأسيوية
، قبل استيلاء البعث العسكري الطائفي ، وعندي قصّة قد
رويتها من قبل في مقالة " بدك بنات وإلا صبيان " وسأضعها على رابط هنا بعد
مُراجعتها عن زائر يمني ، وحكاية يُندى لها الجبين ، وأعتقد بوضع العنوان على
الجوجل تظهر
والى أختي أم الفضل
:
الآن قد اتصلت
بالأخ حلمي عتال ورقمه " 00967777734075" وبلغته سلاماتك ، وهو يرد عليك السلام
بأحسن منه ، وذكر لي أسماء طالبات لازال يحتفظ بهن ، ويتمنى لو تعرفيهم ، وهن
منصورة خمّولي هي الآن مدرسة رياضيات ، وأوسيسا فاطمة الزهراء ، وأفريقيا ، ومن
الطلاب طاهر عاشور ، وشتوان ، وطيّار ، وسعدي بو سعدية ، وهو يتذكر أيام الجزائر
ويتندر عليها وطيبة أهلها
فأجابت بقولها : " أخي مؤمن جزاك
الله خيرا
اتصلت بأستاذي الفاضل حلمي عتال وقد
فرح كثيرا ولازال يذكر ثانويتنا ويذكر كثيرا من تلاميذه ،وقد دعوته لزيارة الجزائر
ليرى بعينيه الأعداد الكبيرة من الشباب الملتزم بدينه وعدد المحجبات ،في الثانويات
والجامعات. لأنه في الوقت الذي كان الأستاذ حلمي عتال يدرسنا لم يكن عدد المحجبات
-في
الخمس ثانويات بالمدينة- يتجاوز الخمسة بنات!
المهم أني سعدت كثيرا بالتحدث
إليه بعد هذا الزمن الطويل حوالي ثلاثين سنة، وهذا دليل على أن الناس المؤمنين
الصادقين يتركون أثرا في النفس لا ينسى أبدا.
عندما نرى أن أمثال هذا المواطن
السوري المتميز أدبا وخلقا وعلما يطردون إلى خارج البلاد، الا يحق لنا ان نتسائل:
ما هي الموصفات التي على المواطن الاتصاف بها ليكون
من المرضي عنهم
!؟؟...
أجدد لك الشكر أخي مؤمن كويفاتية
فأجبتها
بما يلي
كنت خارج البيت ، وإذا بالدكتور حلمي
عتّال يُكلمني
ماذا فعلت يامؤمن ؟
...
سؤال غريب
كيف حصل هذا بامؤمن ؟ إنها تلميذتي النجيبة أم الفضل بنت
الشيخ قد كلمتني
...
فقلت له ولايهمك يادكتور أنا وضعت رقم تلفونك
ماهذه المُفاجأة ؟
...
يادكتور حلمي أنت عندنا كبير وعظيم
لقد كلمتني طويلاً ، وكنت فرح وحزين للاتصال ، فرح لأنّك
أعدتني إلى تلك الأيام الرائعة في الجزائر ، وحزين لأنني غرمتها بقيمة الاتصال
المُطول
مسكين هذا الدكتور ، وعلى الرغم من كرمه الزائد ، وعنده
الاستعداد ليجوع ويبيع نفسه ليكرم ضيفه ، ولكنه يحرص على ألا يكون سبباً في إضرار
غيره
نعم يا أستاذتي أم الفضل بنت الشيخ ثلاثين عاماً ولم
تنسوا بعض الفضل
، ولكن نظام الظلم والإرهاب في سورية أبى إلا أن يُذيق
أمثال هؤلاء كل صنوف القهر والحرمان لإذلال كرام النّاس كما ترين
نعم ياسيدتي أمثال هؤلاء يُطردون ، كما ورد في القرآن عن آل لوط بقوله
تعالى على لسان قومه
: "
((
أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُ إِنَّهُمْ
أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ . )) ؟؟فهل علمت ياسيدتي لماذا يُطرد عشرات الآلاف من أمثال
هؤلاء ؟ لأنهم طاهرون
أنت في قلوبنا يامنديلا
وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ
الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا
النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك
الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال
، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية باسمك
أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان
يارمز الرجولة والعلو والافتخار
*باحث وكاتب وناشط سياسي وحقوقي سوري