أفل نجم من سماء الأدب

مصطفى أحمد البيطار

أفل نجم من سماء الأدب

مصطفى أحمد البيطار

[email protected]

إلى أخي الحبيب الأستاذ عبد الله الطنطاوي حفظه الله . أقدم التعزية ولجميع أخوتي في رابطة أدباء الشام . بوفاة أخينا الحبيب و فقيدنا الغالي الأستاذ محمد الحسناوي .( أبو محمود)

هوى الكوكب الدري الذي أضاء ظلمة الجهل خمسين عاما في الجهاد والجدّ . ذابت قلوب عليك حزناً وأسىً ــ أبا محمود ــ من الوجد . فاضتْ العيونُ أنهراً من الدمع السخيّ وحقَ لها البكاء مع السُهْدِ .مضيتَ إلى رب رحيمٍ ورايةُ الجهاد بيدك عاليةً حتى أدرجتَ في اللحد.أضناكَ السقامُ ولم تزلْ مرابطاً وبيدكَ يَراعُ الفكر ومهاجراً من بلدٍ إلى بلد .تواريتَ عنا فأوريتَ نارا ونورا وأنت واري الزند . ويحقُ لعيون الأدب أن تذرف دماً ودمعاً بفقد سيف ماض من سيوف نبي الله داوود . نسجتَ تاج العلا بيمينك بُوركت يُمناك , وطوقتَ جِيدَ الشعر لآليء من زمرد وأنت واسطة العِقد .سرى عبيرُكَ مع هبات النسيم في الرياض معانقاً عبرات إخوانِك ممزوجةً بماء الورد. ولو قَبِِلَ منا الموتُ الفِداءَ لفديناك بالمهج ولكنْ حُمَّ القضاءُ ولا يرضى سواكَ من أحدِ . هذا قضاء الله رضينا به ونحن راجون الغفران من الواحد الصَمد . طبت حياً وميتاً ونحن على آثار خطاك نسير ونقتدي .بالله عليك ياأخي أبا محمود أن تسلمَ على ولدي أحمد وأنْ تُعانقه معانقةَ الأب للولد وكنْ له في جنان الخلد سميرا وحَدِّثهُ بأنَّ ذِكراه العطرةُ مابرحتْ ساحةَ الفكر وجوى الفراق مازال في الكبدِ ..