همسة بين أخوين

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

شيخنا الاستاذ عثمان قدري حفظه الله و رعاه

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...... تحيةً طيبةً و بعد أكتب إليك مستشيرا مستنيرا في أمر ما ... وقد خطرت على بالي لما تتميز به من حس رائع و جهد عظيم ، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا عندي فكرة خطرت على بالي فأحببت أن أحولها إلى واقع ملموس ومشروع عملي تستفيد منه الجالية المسلة في السويد وكذلك كل متابع ومهتم في إسكندنافية ... وهي إنشاء جريدة أو مجلة إلكترونية اسبوعية او شبه يومية تخاطب العقل المسلم والجالية المسلمة والعائلة المسلمة والرجل المسلم والمرأة المسلمة والشاب المسلم والطفل المسلم عن طريق التعرض أولا لمواضيع التربية والتعليم والأسرة والمجتمع والدين والحياة والسياسة والاقتصاد والتنمية والأخبار التي تخص السويد والبلاد الإسكندنافية. أريدها أن تكون منبر الجالية في السويد أولاً و إسكندنافية ثانيةً و أن تكون لسان حال المسلمين هنا في دار الغربة و بلد المهجر و عندنا مجموعة لا باس بها من الكتاب والشباب الطيب المبارك الذي من الممكن أن يثري المجلة أو الجريدة بالمواضيع والكتابات المفيدة الناجعه إلى حد ما .

أحببت أن اسمع رايك ونصائحك فيما يخص ذلك، حيث نعتبرك سيدي قامةً من قامات العمل الاسلامي الذي لا يتوقف . كيف يمكن ان نكتب خطة للعمل؟ ما هي النقاط الاساسية التي لا بد علينا ان نفكر بها؟ ما هي النقاط العملية بالتحديد؟ كم تعتقد تكلفة المشروع؟ لو كنت مكاني بم كنت ستبدا؟ وكيف كنت ستفكر؟ وأخيرا هو طلب ... بم تستطيع مساعدتنا لكي ينجح المشروع؟ بارك الله فيك أستاذي الكريم ورفع عند الله قدرك أنتظر ردك أخوكم و ابنكم فداء الدين السيد عيسى السويد

       ***

ولدي الحبيب – فداء الدين سيد عيسى حفظه الله تعالى

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

أرجو أن تكون والأهل بخير من الله عميم

وأشكر حسن ظنك بي ، وأرجو ربي أن أكون كذلك

أنتم يا ولدي دعاة للإسلام في الغرب - لا شك في ذلك _ واقتراحك هذا دليل على  حملك همّ الدعوة والتفكير في إيصالها للمسلمين أولاً ، فهم وقود الدعوة وأداتها .

ولأهل البلاد ثانياً ، إن معرفتهم بالإسلام الصافي يسهّل الوصول إلى قلوبهم ، ومخاطبتهم بما يقربهم إلينا وإلى إسلامنا إن شاء الله تعالى

فإيجاد المجموعة الداعية الواعية لعملها أول ما ينبغي الوصول إليه وينبغي إعداده لمعرفة الهدف الذي ننشئ من أجله هذه المجموعة الطيبة ، دراسة وتخطيطاً ،

 وينبغي وضع هدف مرحلي يمكن تحقيقه وتحديد الزمن الواقعي المطلوب لتحقيقه ، ولعل الهدف المرحلي الأول مخاطبة المسلمين بما يذكرهم بدينهم ويعرفهم بأساسياته :أركانه وفرائضه وواجباته المسلكية والاجتماعية في الحفاظ على البيت المسلم خوف أن يذوب في بحر المجتمع الغريب بعاداته وتقاليده وأفكاره وعقائده

ولعلكم تستطيعون في هذه المرحلة أن تجمعوا شتات الكثير من المسلمين والتعرف على قدرات بعضهم ليكونوا عوناً لكم في هدفكم الثاني - الدعوة إلى الله بين هذا المجتمع السويدي

ولا ننسَ أن يكون كل هدف نرسمه ونخطط له واقعياً ممكن التنفيذ في مرحلة محددة ليتمكن القائمون على تنفيذه و دراسته ونقده ومتابعته ولا بد أن تكون هذه العمليات الأربع نصب عين القائمين على الأمر وإلا كان العمل عشوائياً ينحرف عن هدفه

ولا شك أن مخاطبة المسلمين يختلف نوعاً ما عن مخاطبة غيرهم لاختلاف الهدف الخاص إلا أن الجميع بعد ذلك يندرجون في الهدف العام

ولا بأس أن تصدر المجلة كل شهر أول الأمر ، فإن شعر المسؤولون عنه أنهم قادرون على أن تصدر في أسبوعين فليفعلوا ، وهكذا يتابعون العمل ويرتبون له ، أما إذا أصدروها كل أسبوع أو أسبوعين ثم جعلوها شهرية فهذا بداية الضعف  الذي ينبغي أن نتجنبه .

وقد تجد الكثير ممن يعِدون بمؤازرة المجلة يتأخرون - لأمر ما - عن وعودهم فالاعتماد على النفس والمجموعة العاملة المؤسسة للمجلة أولى وأحزم ، ولا بأس أن نستفيد ممن يقدم دراسات وموضوعات من داخل  المهجر - السويد – أو خارجه على أن لاتكون إسهاماتهم من أُسّ العمل ، إلا بعد التأكد من استمراريته في دعم المجلة ، وإن كان بعضهم يلتزم بما وعد فأكثرهم يتوانى ويهمل

أما طريقة كتابة خطة العمل فهي منوطة بمن يتصدر للعمل في المكان الذي يعيش فيه لانه يعرف ما يحتاج إليه على الواقع ، أما غيرهم - وأنا منهم - فعملهم قاصر لبعدهم عن هذا المجتمع ولا بأس أن أنوّه إلى أن نفرد في المجلة أبواباً منها :

أخبار الجالية ، أخبار المجتمع المفيدة ، تحليلات سياسية واعية تخدم الجالية وتوضح الفكر الإسلامي ، قصص هادفة ، السيرة المطهرة بأسلوب مبسّط ، سيرة رجال الدعوة من الصحابة والتابعين وغيرهم ، الشعر الأخلاقي الهادف بالعربية والسويدية مواضيع عقدية إيمانية منطقية بعيدة عن الإغراق والتصوّف المنفـّر ، مواضيع علمية تدفع للإيمان ، وابتسامات حلوة ذكية

والرجاء أخيراً أن أن نكون بعيدين عن التشنّج ومهاجمة المجتمع الذي نعيش فيه لأننا دعاة ، ولا بد من التفكير والتصرف بأفق رحب ، مثال ذلك : أن أهل سويسرا – وهم غير مسلمين – انزعجوا من إرسال الأذان بمكبرات المآذن ، فأظهروا العداوة وطالبوا ببناء المراكز الإسلامية دون مآذن ، ومنطق الدعوة يقول : لا حاجة للأذان العالي في المآذن كي لا نلجئ المجتمع الأكبر إلى أن يهيج ضد المسلمين ، ولا بأس أن تبتعد المرأة عن النقاب ففي الإسلام متسع لكشف الوجه في بلاد الغرب ولا داعي لاستعداء من ندعوهم وندعو أبناءهم  للإسلام  ولا بد من سد الذرائع إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً .

 وينبغي أن ندخل بدعوتنا ومجلتنا إلى بيوت غيرنا بلمس بعض ما يحتاج إليه السويديون ، ولا مانع أن ننشر كتاباتهم إذا راسلونا  فيما يفيد ويناسب خطة المجلة ومسيرة الدعوة

وأخيراً إذا استطعتم أن تكون المجلة كلها باللغة السويدية أو أكثرها كذلك فهذا يعني أن شريحة ضخمة من أهل البلد سيطّلع على ما يُكتب ، وسيتأثرون ويستفيدون ،ولعلكم تكسبون الكثيرين منهم ليكونوا مسلمين أو محبين أو محايدين ، وفي كل هذه الأنواع الثلاثة خير

وفقكم الله تعالى ونفع بكم

أخوكم عثمان قدري مكانسي