إليك يا فاروق

إليك يا فاروق

" مهداه إلى الشاعر الكبير الدكتور فاروق مواسي "

د. فاروق مواسي

الشاعر : محمد دلة

إليك

إليك أمة من ماس الجرح

وأسراب من الهم الوضيء

وخارطة لنبوءة الرمل وبراءة الملح

أيها البريء من حالة الموت والثأر

المتشظي حد النثار

المكثف كمشكاة الرؤيا

تعصيني فيك خيول الكلمات

لكن الخطى التي تحمل الأرض وتلصقها بالسماء

تخصف بعضًا من زيتونها وتوتها على سوءة الحروف

وتطلقني لألملم رمان المعاني

وأريد.... وأقول شيئًا :

يا صديقًا ، لا ترس قبلك

ولا سيف بعدك .

لا أذكر كيف ولكن التقينا

كنت دائمًا ترفرف في سماء اهتماماتي

لمحتك لحنًا مختلفًا

نازفًا صبرًا وأغنيات

مثابرًا كالشمس لحوحًا كالمطر

وعبر كل قصيدة أو نص كنت أجدك أكثر شبابًا كأنك خارج للتو من آتون الكلمات.....

عروبيًا مقابل كلمات الحداثة المتقاطعة.....

عروبيًا ضد شعوبية الشعر الحديث المبهم ...

كنت أحس أمام نصوص الشعر الحديث أني في قبضة نص مترجم ، ولكن بين يديك كنت أراك مصرًا على عروبية شعرك التي تستلهم أسس الخطاب والبلاغة العربيين،تفجرها تجديدًا كلاسيكي الأصول حداثي السماء ، محتفيًا بالمكان احتفاء أخضر الرؤية يضيء فينا جنازة سد مأرب وتيهنا في رحلة الكلأ والماء،إلى نهاوند صقلية وصبا الأندلس ، حتى فلسطيننا المضرجة بالدم والحلم. وكذلك عرس الفعل المضارع في قصائدك يؤكد ديمومة الفعل وإرادة الهوى والنشيد .

لا اذكر إلا حين ضمنا مقهى من مقاهي أرصفة باقة الغربية العصية على التذكر والنسيان لتفجأني أنك متابع يقظ كصقور الصيد تتابع قصائدنا الشاردة نحن من نحبو على أعشاب الحروف نحاول جمرة الشعر ونغازل وردته ، يقظًا حانيًا كنت تراقبنا وتأخذ بأيدينا مقابل سدنة السائد من مر الكلام الذين كانوا دومًا سيفًا أعمى مسلطًا على أعناق الإبداع

وأذكر أنك ما زلت نبي الخلاص يشد إلى دافئ بحره تيه الطيور المهاجرة ، ويعلن فيها فلسطين سيدة النهر وواهبة الضفاف .

فيا صديقي :

أيها النخل الذي حين تخذله مياه الأرض ، وتستعصي جذوره يصعد يفتش عنها السماء، أيها الفلسطيني الدائم الخضرة والنزف ، الهاطل هوى وقصائد،فدمت شغافًا لكلام الفيض وحرية الشعار وسارقًا للحرف وحارسًا للنبوءة .