إلى الأخ هيثم حداد

إلى الأخ هيثم حداد

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الحبيب أبا راشد حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه الرسالة التي كتبها لي الأخ الغالي على قلبي أبو الخير حفظه الله وهي من الرسائل التي تفيض بأسمى معاني الحب الأخوي في الله والوفاء أرجو أن تقرأها وتعدل فيها ان لزم الأمر   

أخي الحبيب الغالي هيثم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

أسأل الله تعالى أن تكون أنت وإخوانك وأحبابك بخير وأن يمن على المسلمين بالنصر المؤزر والفرج القريب وأن يمن علي بلقاء وجهك الأنور عاجلاً.

أخي الغالي أبا عبيده ... صدقني أنني أشعر بالحرج الكبير والتقصير الشديد نحوك . وإن الحياء لا يمنعني بالاعتراف بذلك والإعتذار عنه.

وإن كانت أخلاقك الطيبة أحد دوافعي للبطء في المراسلة , أو لإنعدامها حتى هذه اللحظة.

    ويعلم الله – يا أخي الحبيب – أنك كنت ومازلت واحداُ من أحب الناس إلى نفسي وأقربهم منها . وأنت تعلم هذا جيداُ. وتعلم أنك أول أخ , بل أول إنسان أكتب فيه قصيدة شعر . بعد ما كانت قصائدي تهتم بالأفكار وحدها . دون الأشخاص.

إن الحب في الله الذي كان- وسيبقى – بيننا , هو نعمة من الله كبيرة, ولابد لي من الإعتراف لك – الآن – بأنك كنت أول من فجر في قلبي معاني الحب في الله , وعمق مشاعر الأخوة الإسلامية ....

أقول: أنت الأول , وأنا صادق , وأنت تعلم هذا جيداُ .

كان من الصعب علي – لأسباب كثيرة جداُ . قد تعرف بعضها , وليس كلها أن أبوح لك بمشاعري كاملة نحوك فمنذ اللقاء الأول بيننا في بيت الشهداء وحتى الآن وأنت تتغلغل في مشاعري وتنساب في روحي وتلهمني الكثير وكنت تلاحظ – ولا ريب – حرصي على صحبتك ولقائك باستمرار.

ومازلت أعتقد أن مشاعر المودة والحب في الله أكبر من كل تفسير ولهذا فلست أدري سبب ذلك إلا أن يكون الله سبحانه قد أراده وإذا شاءت الأقدار أن تفرقنا إبتداء من تعذر وجودنا في أسرة واحدة ثم في كلية واحدة وحي واحد وأخيرا في قبو واحد أو منفى واحد , فإن لها ذلك بيد أنها لن تزيد مشاعري تجاهك إلا تألقا وسمواُ وعمقا لهذا أجد نفسي في ضيق شديد وحرج كبير إزاءك من حيث المراسلة وإن تكن الأسباب الأكبر في  ذلك هي جهلي بعنوانك سابقاُ ولاحقاُ.

أخي الحبيب أبا عبيده:

 والله ثم والله ليست هذه السطور سوى رموز صغيرة لحقيقة مشاعري الأخوية الصادقة الطيبة نحوك وإن القلم والأوراق والكلمات لتعجزُعن نقل ما أحب قوله.

ولكن أخاُ ذكياً محباُ كهيثم سيكون قادراُ – بلا ريب – على النفاذ في عمق الكلمات وقراءة ماوراء السطور.

ولست أدري هل قلت لك حتى الآن إنني أحبك في الله أم لا ؟! وهاأنذا أقولها لك , وإن كنت تعلم هذا من أيامنا الأولى...... يا أبا عبيده في نفسي أن أستمر في الكتابة فأكتب وأكتب........ ولكن حين تتكلم القلوب والأرواح والأحاسيس فإن على القلم أن يصمت بتواضع وخشوع.

تقبل مني حبي وودي وتقديري وأمنياتي الغالية لك .

وإلى اللقاء القريب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوك أبو الخير