رسالة إلى د. عبد الحق حمادي
رسالة إلى الدكتور عبد الحق حمادي
باسمك اللهم : وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين ، وأصحابه المنتجين وبعد :
السيد رئيس رابطة أدباء الشام الأكرم:
سلامٌ عليكم :
أرجو من سيادتكم أن تنشروا رسالتي على موقعكم ، وهي مرسلة إلى أستاذي الفاضل الدكتور عبد الحق حمادي .
أستاذي الفاضل :
سلام عليكم :
قرأتُ أعمالكم على الموقع [رابطة أدباء الشام] ولم أصدق للوهلة الأولى أني ألتقي بكم وأتذكر أيامكم الجميلة في جامعة بغداد حين كنت تدرسنا، ورعايتكم الشخصية لي في كتاباتي الشعرية ، وتذكرت فضلكم عليَّ حين كنت تصحبني إلى جامعة [صدام] للعلوم الإسلامية لحضور محاضراتكم في النقد الأدبي ، ولعلكم تذكرون الطالب الذي أجهش باكياً حين كنتم تنقدون قصيدة الرفاعي (رسالة في ليلة التنفيذ) فعرفنا حينئذٍ أن شقيقه قد أعدم ، فلم يحتمل تصويركم لمأساة المضطهدين .
أجل يا أستاذي كنتم أباً وأخاً لنا ، وكنا نتدافع للاستماع إلى قصائدكم الجميلة وقد عاشت في ضمائرنا (قصيدة بغداد) التي تقول فيها :
شممتُ تربك واستعذبتُ ريَّاكِ وهمتُ فيكِ وما أحببتُ إلاّكِ
لكنكم أحببتم غيرها ، ويا للأسف نسيتموها في أيام صعبة لا تنسى ، وتنكرتم لها ولم تذكروها منذ أن خرجتم هاربين منها ، ولم يكن العذرُ لكم ما سمعناه عن مطاردتكم في اليمن وليبيا على أيدي مخابرات صدّام ، فقد ولى صدام وولت المخابرات معه وبقيت بغداد وأهلها وحنانها ، فهل لكم من عذر؟!!
لمّـا قرأت قصيدتكم (المعلقة) آهات ، بكيت مرتين ، بكيت على معاناتكم ومعكم شعب سوريا وبكيت ثانية لأنكم لم تذكروا بغداد بكلمة ، وكنت أتمنى أن تقول :
مرثية أنتِ يا بغدادُ أحملها علَّ الزمان يوافينا ويلقانا
لكنكم قلتم (يا فيحاء) وتعصبتم للشام... إن الذين أرادوا تصفيتكم (أمدّ الله بعمركم) هم الذين قتلوا أمثالكم من العراقيين الشرفاء ، فلماذا أنتم غاضبون وعاتبون ومجافون ...؟!!
يا أستاذي الفاضل : إن لكم في العراق أخوة وأهلاً وأصحاباً أوفياء ، فكن كالمتنبي حين قال :
يا من يعزّ علينا أن نفارقهم وجداننا كلَّ شيء بعدكم عدمُ
لقد عشتم بيننا كواحد منا ، ومنحناكم حبنا قبل الجنسية العراقية ، فلماذا تنكرتم لنا ؟
فعد لأهلك وأحبابك إن لم يكن بشخصك، ونحن منتظرون ، فبقلمك وذاك أقل الوفاء .
وفي الختام : أتمنى لكم ولرابطتكم العظيمة ، ولكل شعب سوريا الأبي كل خير وتقدم وتحرر من الظلم البعثي الغاشم ، وأنا بانتظار رسالة منكم على عنواني الإلكتروني .
تلميذكم الوفي :
طه محمد الهاشمي
العراق – بغداد .
11 / 2 / 2004م