محمد يحيى عالم جليل وأستاذ كبير
أ.د. حلمي محمد القاعود
[email protected]
محمد يحيى عالم جليل وأستاذ كبير ، خدم العلم والمعرفة والإسلام
في تؤدة وهدوء وإخلاص ، وكانت ظروفه الصعبة دافعا لإصراره على أداء رسالته أستاذا
للأدب الإنجليزي في كلية الآداب جامعة القاهرة ، ومؤلفا في مجال تخصصه الأدبي
والقضايا العلمية ، ومدافعا صلبا عن قضايا الإسلام بدأب وشجاعة . للأسف الشديد لم
تتح لى فرصة اللقاء به في حياته ، ولكني تابعت
كتاباته دفاعا عن الإسلام في مجلة المختار الإسلامي ومجلة الاعتصام وغيرهما من
المجلات والصحف الإسلامية ، وهي كتابات لا تتوقف عند صورة الأحداث الخارجية التي
تشغل كثيرا من الكتاب والمحللين ، ولكنه يبحث فيما وراءها وفي أعماقها ليكتشف
العناصر أو العوامل الحقيقية في تحريكها وصناعتها . لقد كشف كثيرا من الحقائق حول
ما يجري للمسلمين داخل مصر وخارجها ، ولهذا استُبْعد - مثل نظرائه - من المشهد
الثقافي ، مع أنه يمتلك الكفاءة العلمية والقدرة الأدبية والأداء المنطقي المقنع .
حدثني عنه الأستاذ محمد عبد الله السمان بتقدير واحترام كبيرين ، ولعله هو الذي
استدعاه للكتابة في المجلات والصحف الإسلامية بحكم اقترابه منه . للأسف لم أعلم
بوفاته إلا بعد فترة ، وربما لا يعلم كثيرون في الحقل الإسلامي بهذه الوفاة لأن
الإعلام السائد لا يهتم إلا بالمعادين للإسلام والمرتزقة وأشباه الفنانين ، ولا
يهتم أبدا بعظماء مصر الحقيقيين ، ولا يعنيه أمرهم . رحم الله محمد يحيي وجعله في
الفردوس الأعلى وأثابه على ما قدم للإسلام والمسلمين.