خاطرة في الأستاذ الكبير سليم عبد القادر
خاطرة في الأستاذ الكبير
سليم عبد القادر حفظه الله تعالى...
الدكتور/ عاشق الحق
أدركت من كلماتك أن لخفقات القلب ألواناً ، بل وفي كل زاوية فيه غراساً من الحب تختلف أشكالها وألوانها ، إلا أنها تتحد في صفة الحسن ؛ لتبعث بي إحساسي بأني إنسان أقدر مخلوق على الأرض يستطيع أن يهبها البناء ، ويسقي خضرتها ، ويهذب جمالها.
امتلك الشعراء قبلك الملكة البلاغية فكانت أداتهم ، ولكن أين هم ممن كانت أداته الحب يحرك بها أفئدة ما عادت ترى الجمال إلا في الآلات الصماء ليعود بها إلى دفء المعاني وسكينة الفضائل ؟ .
سيدي الفاضل :
عرفت منك كيف يمتزج الفكر مع القلب , إذ علمتني وأنت تنتقي المعنى الذي انساب في كيانك - بعد تأملك لخلق الله - بأنه لا يكفي في الجمال رؤيته ، بل لابد من تذوقه بفهم مغزاه , وأن أرى ببصيرتي حكمة الخالق بإتقان ألوانه وأجناسه .
عرفت كيف تصبح النفس الشفافة لباساً للنفس الأبية وأنت ترى الحق قائداً ، والمنطق أميراً ، والعدل حاكماً ، فكان في لحن كلماتك الجميلة الهادئة تبكيتٌ قاتل لأهل البغي والكفر والفجور .
عرفت منك كيف تنقاد المشاعر الهائجة للمنطق الهادئ ... وكيف يبتسم من احترق قلبه شوقاً وتكبدت روحه الآلام ....... عرفت فيك روعة الإنسان الذي أسجد الله لأبيه الملائكة .