سلاماً أبا إبراهيم
04نيسان2009
د. عبد الحكيم الزبيدي
د. عبد الحكيم الزبيدي
في رثاء خالي الذي وافاه الأجل المحتوم في (عمَّان) يوم الجمعة 13/3/2009 ودفن في مقابر (سَحاب)
صـبـرتُ ولكن أين مني أكـتِّـمُ حُـزنـاً في الفؤادِ وعَبرةً أبـكِّـي دفـيـناً غاله الموتُ نائياً بـعيداً عن الأهلينَ والصحبِ قاده فـأسـلـم فـي (عمَّانَ) لله روحَه وووري قـبراً في (سَحابٍ) مفرَّداًً حـوى جسداً قد مسَّه الضُّرُّ ناحلاً فـلـلـه مـا قـاساه من بُرحائِها طـريـحٌ ولـلآلام نـهشٌ بصدره لـعـلَّ بـهـا من رحمة الله نعمةً وبـالـجـمعةِ الغراءِ قد حاز رُتبةً هـنـيـئـاً له الجنَّاتُ يرتاد فيئَها تـحُفُّ به الوِلدان والحورُ ضاحكاً نـدامـاه فـيها الأنبياءُ وصحبُهم عـلـيـه سلام الله إذ وُسِّدَ الثَّرى * * * سلاماً-أبا ابراهيمَ- قد طال شوقُنا ولـكـن نأيتَ اليوم عنا فأصبحت نـودِّعُ مـنـك الـيوم أكرمَ والدٍ عطوفاً على القُربى وللرَّحْمِ واصلاً بـشوشاً مع الأضياف بَرّاً بصحبِهِ رعـانـي بـودٍّ منذ أن كنتُ يافعاً فـكـم مـن أيـادٍ طـوقتني أكفُّه ومـا أنـا مـستوفٍ حميدَ خصالِه فـنَم في حِمى المولى قريراً بقربِه ولا تـبعدن فالقلب مثواك إن نأت لئن غبتَ شخصاً لستَ بالذكرِ غائباً وإن عـزانـا فـي الـبنينَ فكلُّهم فـحـقَّ بـإبـراهيمَ أكرمَ يوسفٍ وخـيـرِ بناتٍ قد نشأن على التُّقى سـلاماً –أبا ابراهيمَ- إنَّ مُصابَنا | التصبَّرُوفـي الـقـلب آهاتٌ ونارٌ عـلـى الـرَّغم مني دمعُها يتحدَّرُ بأعلى ذرى (عمَّانَ) والقطرُ يمطرُ إلـيـهـا من المولى قضاءٌ مقدَّرُ وسـار بـدربٍ كـلنا سوف يعبرُ عـليه سوافي الريح تعوي وتصفرُ تـمـشَََّت به الأسقامُ تخفى وتظهرُ وظـلَّ عـلـى لأوائـها يتصبَّرُ يصارعُ منها الموتَ والموتُ أحمرُ تـمـحِّـصُ مـن زلاتـه وتُطهِّرُ فـلـم يلقه فيها نكيرٌ ومنكرُ([1]) ومـن تـحـتـه أنـهارها تتفجَّرُ لـمـا شـاء مـن نعمائِها يتخيَّرُ وسُـقياه في الفردوسِ شهدٌ وكوثرُ ومـا دام مـقبوراً وفي يوم يُحشَرُ * * * ومـا مـرَّت الأعوامُ أو مرَّ أشهُرُ جـوانـحُـنـا من حُزنِها تتفطَّرُ شـفـيقاً على الأبناءِ يحنو ويغفرُ فـسـيَّـان مُـثْرٍ في نداه ومُعسِرُ مـعـيناً على الحِدثانِ للكسرِ يجبُرُ ولـسـتُ سـوى إحـسانِهِ أتذكَّرُ عـلـيـها مدى الأيام يُعقدُ خُنصُرُ ومـهـمـا أعـدِّدْها فإني مُقصِّرُ فـلا شيءَ بعد اليوم تخشى وتحذرُ بـقـبـرك دارٌ في السويداءِ تُقبرُ وفـضـلك في الأفواه يُنثى ويُنشرُ لـخـطـوكِ يـقفو والهُدى يتأثَّرُ سـعـيـدٍ وتـركيٍّ وأحمدَ مفخَرُ بـبـيتٍ على الآياتِ والذكرِ يُعمَرُ كـبـيـرٌ ولـكن رحمةُ الله أكبرُ | تسعَّرُ
[1] - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة ، أو ليلة الجمعة ، إلا وقاه الله فتنة القبر".