قامت تصلي ؟!!!
31كانون22009
طلعت المغربي
مهداةٌ إلى روح أمي
طلعت المغربي
( قامت لتصلىَ الفجر كعادتها فما أن أتمت وضوءها حتى صعدت روحها الطاهرة إلى بارئها .. وكان هذا فجر يوم الجمعة الأولى من شهر رجب.. فالله أسأل أن يتغمدها برحمته وأن يدخلها فسيح جناته )
أنـزلـتُ فـي ساحةِ الإكرامِ أشـكـو هـموماً غدتْ كالظلِ تتبعني أبـيـتُ والـدمعُ يشوي مهجتي حَزَنَاً هـمـومُ دهـريَ قـد باتتْ تصادقني قـد عشتُ في تيهِ عصياني لكم زمناً إن زادَ هـمـي بـعـفوٍ أنتَ تدركني مـنْ لـي سـواكَ إذا مـا الهمُ أرقني مـن لـي سـواكَ إلـهَ الكونِ يُنقِذُني مـن لـي سـواكَ أيـا رباهُ يا سندي راحـتْ فـراحَ الـهنا والسعدُ فارقني كـانـتْ حـفـيـظةَ سرى دائماً أبداً تـدعـو لـيَ اللهَ دومـاً أن يزوجني كـانـتْ تُـسَـرُ بشعري حينَ تسمعُهُ وجـاءنـي طـيـفُها يوماً وقدْ رحلتْ قـالـتْ أُحـبُـكَ قَدرَ الكونِ يا ولدي لَـكَـمْ تـمـنـيتُ نوماً لا انقضاءَ لهُ قـامـتْ تصلي صلاةََ الفجرِ فارتحلت أهـلُ الـطـهـورِ يُحبُ الله فعلَهمو وغَـسَّـلـوهـا وكانَ الوجهُ مبتسماً ويـسـرعُ الـنـعـشُ إيذاناً بفرحتها دنـيـايَ كالسجنِ جاءَ الموتُ خلصني دنـيـايَ هـمٌ وغـمٌ كـلُـهـا نكدٌ شـتـانَ بـيـنَ جوارِ الحقِ يا ولدي مـا مـاتَ مـن كـانَ حياً عندَ خالقهِ أمـي صـدقتِ .. فذاكَ الأمرُ أعرفهُ جـراحُ قـلـبـيَ يـا أمـاهُ نـازفةٌ قـد كـنـتِ مـلءَ عيوني دائماً أبداً لـمـا أردتُ رثـاءً فـيـكِ أنـظِمُهُ لـو صـارَ دمـعي دماً.. إني سأسكُبُهُ مـاذا أقـولُ .. فشعري لا يطاوعني أعـوذُ باللهِ أن ألـقـاهُ مـعـتـرضاً والـقـلـبُ يـحـزنُ لكنْ قولُنا أبداً لـو ابـتـغينا لنا في الأرضِ من نفقٍ هـل نـستطيعُ سوى التسليمِ من عملٍ اصـبـر بُنَيَّ فكم في الله من عوضٍ لا تـحـزنَـنَّ لـمـوتي إنه فرحي قـد كـنـتُ أرجو لقاءَ اللهِ من زمنٍ إنـي أتـيـتـكَ يـا ربى على عَجَلٍ طَـالَ اشـتـيـاقي إلى لقياكَ يا أملى واجـعـلْ إلـهيَ ثوبَ السِتْرِ يشملني نـادانـيَ اللهُ لـمـا شـاءَ يقبضني فـلـتـدخلي في عبادي اليومَ راضيةً قد قالَ ربي « ارجعي » يا طيبَ قولتهِ وا فـرحـتـاهُ .. فـربى ما بهِ سخطٌ سـبـحـانَ ربـيَ بالفردوسِ أكرمني إن الـكـريـمَ إذا ما الضيفُ حَلََّ بهِِِ واللهُ أرحـمُ بـي مـنـكـم أيا ولدي فـي جـنـةِ الخلدِ لا خوفٌ ولا حَزَنٌ فـي جـنـةِ الخلدِ لا لغوٌ ولا نصبٌ تـسـلـيـمُ ربـيَ والأملاكِ نسمعه والـطـيـرُ حوليَ فوق الأيك ساجعة مـن كـلِ فـاكـهـةٍ نختارُ يا ولدي أمـا الـشـرابُ فـخـمـرٌ لا تُغيبنا خـمـرٌ تَـلَـذُّ الـذي قد كان شاربَها يـطـوفُ بي اللؤلؤُ المنثورُ يا ولدي كـأسٌ بـهـا مـاءٌ .. كأسٌ بها لبنٌ مـع الـحـبـيبِ رسولِ الله يا ولدي إنـي نـظـرتُ لـوجهِ اللهِ يا ولدي لـو كـنـتَ تعلمُ ما قد نلتُ من كرمٍ فـالـحورُ تَرْفُلُ في الجناتِ يا ولدي لـكـمْ تـمـنـيتُ أن أهديكَ واحدةً مـا شـاهـدتْ قطُ عينٌ مثلَ طلعتِها قـمْ قـدم الـمـهرَ للرحمنِ يا ولدي ومـن صـلاةٍ بـجوفِ الليلِ تُحسنها قـد قـالَ ربُـكَ «ألـحقنا» أيا ولدي سـنـلـتـقي بجنانِ الخُلْدِ عن كَثَبٍ لا تـحـزنَـنَّ فـما الأحزانُ نافعتي الله ق_ـدَّرَ والأق_ـدارُ ن_ـاف_ـذةٌ هـذا طـريـقٌ لـنـا والـكلُ يسلكهُ إنـي لأرجـو دعـاءً مـنـكَ ينفعني وأنـتَ فـي فـسحةٍ ما دُمْتَ في أجلٍ تـصـدَّقَـنَّ عـلى روحي بما ملكتْ وصـلْ بـحـقيَ أرحاماً قد انقطعت جـيـرانَـنَـا الـيومَ عاملهم بمرحمةٍ واطـلـبْ ودادَ أبـيكَ العمرَ يا ولدي عِـدْنـي بـفعلِ الذي أرجوهُ يا ولدي أمـي اطـمـئـنـي فـذا عهدٌ أنفذهُ أهـدي إلـيـكِ سـلامـاً كلما طَلَعَتْ أدعـوكَ ربـي جميلَ الصبرِ تمنحني يـا ربُ واجـعلْ جِنانَ الخُلدِ مسكنَها | حاجاتيوجـئـتُ أشـكـو إلى ربي قـد جـرعـتنيَ من كأسِ المراراتِِ فـخـفـفِ الآنَ يـا ربـي عذاباتي وصـاحـبـتـنـي كذاكَ اليومَ أنَّاتي أنـقـذْ إلـهـيَ نفسي من ضلالاتي إن زادَ هـمـيَ تـحـلو لي مُناجاتي مَـن غـيرُكَ الآنَ يأسو لي جِراحاتي مـن ظـلـمِ نفسيَ من بُعدِ المسافاتِ مـن بـعـدِ ما رحلتْ أغلى الحبيباتِِ فـقـدتُ لـما مضتْ أسمى صداقاتي مـا كـنتُ معْ غيرِها أحكى حكاياتي أمـيـرةَ الـحُسْنِ بل أحلى الأميراتِ فـالـيـومَ تـبـكي عليها كلُ أبياتي لـيـخبرَ الطيفُ عن حُلو السماحاتِ يـا فـرحَ قـلـبـي بأقوالٍ رضياتِ مـا دامَ ذا الـطيفُ يأتي في مناماتي بـعـدَ الـوضوءِ فيا حُسْنَ الختاماتِ واللهُ يـذكـرُ ذا فـي بـعـضِ آياتِ فـي ذاكَ مـا فيهِ من فيضِ البشاراتِ هـا قـدمـونـي فيا شوقي إلى الآتي فـصـرتُ أعـدو إلى دارِ الكراماتِ فـارقـتُ هـذا إلـى دارِ السعاداتِ وجـيـرةِ الـخـلقِ في دنيا العداواتِ وكـمْ يـعـيـشُ أنـاسٌ شبهَ أمواتِ لـكـنَّ فـقـدَكِ ذا أقـوى المصيباتِ مـن بـعـدِ فقدِكِ قد فارقتُ راحاتي مـاتـتْ بـمـوتِـكِ يا أمي مسراتي جـادتْ دُمـوعيَ واستعصتْ عباراتي إنـي سـأمـلأ ُمن دمعي المحيطاتِ « يـا لـيتني مِتُ » لم أكتبْ رثاءاتي فـالـعـيـنُ تدمعُ يا أغلى الحبيباتِ إنـا ارتـضـيـنا أيا ربَ السماواتِ أوقـد صـعـدنـا إلى أعلى الثرياتِ حـتـى نُـجازى بموفورِ الجزاءاتِ عـن كـلِ شـيءٍ فـذا ربُ البرياتِ بـدأتُ لـمـا أتـى تـحقيقَ غاياتي فـحـقـقَ الله مـا تـصبو له ذاتي فـاكشفْ ليَ السِتْرَ عن قدسِ الجلالاتِ أجْـزِلْ إلـهـيَ لـي منكَ المثوباتِ فـإن سِـتْـرَكَ لـي أغـلى مراداتي فـلـذَّ فـي مـسـمعي حسنُ المناداةِ ولـتـدخـلـي برضايَ اليومَ جناتي عـلـى الـفـؤادِ فـذا مأمولُ غاياتي وهـو الـكـريـمُ عفا عن كلِ زلاتي وقـد قـضـى لـي ربي كلَ حاجاتي فـلا تَـسَـلْـنِـيَ عن قدرِ الكراماتِ فـكـم لـربـي عندي من عطاءاتِ بـل الـسـرورُ حليفي طولَ أوقاتي إلا الـسـلامُ .. كـذا حسنُ العباراتِ عـنـد الـبكورِ وأيضاً في العشياتِ تـشـدو وتـشـدو بـألحانٍ جميلاتِ ولـحـمِ طـيـرٍ كـذا باقي الملذاتِ عـن الـسـماعِ وعن حسن المناجاةِ لأن فـي شـربـهـا كـلُ المسراتِ ويـمـسـكـونَ بـأكـوابٍ وكاساتِ كـأسٌ بـهـا عسلٌ .. أحلى المذاقاتِ تـمـرُ فـي لـذةٍ واللهِ سـاعـاتـي بـذلـكَ الأمـرِ قـد تـمتْ هناءاتي كـنـتَ اجتهدتَ حبيبي في العباداتِ فـي خـيرِ ثوبٍ وفي أحلى ابتساماتِ فـاعـمـلْ وجِـدَّ لتحظى بالحفاواتِ حـقـاً فـفـي حسنها كلُ النضاراتِ مـن حـسـنِ ذكـرٍ وتـرتيلٍ لآياتِ واجـعـلْ حياتك دوماً في الإطاعاتِ فـافـهـمْ فـفي قولِهِ حسنُ الإشاراتِ فـاعـمـلْ بُـنـيَّ إلى وقتِ الملاقاةِ واصبرْ ففي الصبرِ تخفيفُ المصيباتِ أيـنَ الـمـفـرُ؟! وربـي أمرُهُ آتِ جـمـيـعُـنـا مـيِّـتٌ أبناءُ أمواتِ فـي ظلمةِ الليلِ.. في وقتِ الإجاباتِ زرنـي كـثـيراً ولا تقطعْ زياراتي يـومـاً يـداكَ فـفـي هذا مسرَّاتي واحـفـظْ بـودِكَ لـي دومـاً بُنياتي وعـامـلـن بـإحـسـانٍ صديقاتي واسـألْ إلـهـكَ تـخـفيفَ المعاناةِ واعـلـمْ يـقيناً بأنْ في ذاكَ مرضاتي لـو لـمْ يـعـدْ ليَ إلا بضعُ ساعاتِ شَـمْـسٌ وإن غـربت أهدي تحياتي أو أن تُـعـجِّـلَ ربـى بـاللقاءاتِ مـعَ الـنـبـيينَ في أعلى المقاماتِ | شِكاياتي