كلَّ عامٍ سَوْفُ نهدي قوْمَنا
16آب2008
فيصل الحجي
ألفَ رَبيعة
فيصل بن محمد الحجي
يطيب لي في هذا الحفل المبارك (حفل تخرج طلاب الفوج العاشر من طلاب الصفِّ الثالث الثانوي) أنْ أرَحِّبَ بضيوفنا الكرام أصحاب المعالي و السعادة والإخوة أولياء الأمور ، كما يطيب لي أنْ اقدِّمَ ترحيباً خاصّاً بالدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة .
إنّ الدكتور عبد الله الربيعة رمز من رموز الأمل لهذه الأمّة التي عانت من التخلف طويلاً و خيّمَ عليها ظلام الليل .. و لم يشرق الأمل إلاّ عندما:
وَثـبَ الـفـجْـرُ عَـلـى الـليْل ِ فأرْداهُ صـانِـعـاً مِـنْ دَمِهِ - لمَّا جَرى - طرْفاً كَحِيلا نـاشِـراً فـي الكوْن ِ نوراً ساطِعاً يَسْبي العقولا فـغـدا الـكوْنُ جَميلاَ .. وَ جَميلاً .. وَ جَميلا ! وَ غـدا الـهـمُّ نـحيلاَ.. بَلْ ضئِيلاً.. بَلْ هزيلاً قـدْ عـرَفـنـا مَـنـهـج الـحَقِّ فسِرْناهُ سَبيلا وَ الـسَّـبـيـلُ الـحَقِّ مِفتاحٌ لِمَنْ رامَ الوُصولا كـمْ تـعَـثـرْنا ! وَ كمْ تهنا عَنِ الدَّرْبِ طويلا ! حِـيـنَ غابَ المَجْدُ خلفَ الجَهْل ِ وَ اختارَ الأُفولا وَ ازْدَهـى الـبـاطِـلُ كِبْراً وَ غدا الحَقُّ طلولا رَحْـمَـة ُ اللهِ وَقـتـنـا حِـيـنَ طلقنا الخمولا وَ غـزَوْنـا الـعِـلـمَ فـي أوْطانِهِ جيلاً فجيلا فـغـدَوْنـا الـيَـوْمَ بـالـجُـهْدِ ِ وَ بالجدِّ فحُولا وَ سَـلـكـنا الدَّرْبَ في العِلم وَ في الدِّينِ ِ أصِيلا * * * أخـبَـرَتـنـا رَحِـمُ الإبْـداع ِ أنـا تـوْأمـانْ أعْـلـمَـتـنـا أُسْـرَة ُ الـرُّوَّادِ أنـا أخـوانْ أنـبَـأتـنـا حَـلـبَـة ُ الـفـرْسان أنا سابقانْ فـجَـرَيْـنـا .. وَ قـطـعْـناها مَعاً قبْلَ الأوانْ وَ زَرَعْـنـا سـاحَة َ الإنجاز ِ آمالاَ كِباراً وَ أمانْ وَ غـرَسْـنـا الـرَّوْضَ مِـنهاجاً وَ أفكاراً حِسانْ وَ تـخـطـيْـنـا صِـعاباً .. وَ تجاوَزْنا الزّمانْ وَ عَـمِـلـنـا بـاحْتِسابٍ .. دُونَ بُطءٍ أوْ توانْ وَ صَـبَـرْنـا غـايَـة َ الصَّبْر ِ كأنا في امْتِحانْ فـاسْـتـحالَ الزّهرُ أثماراً .. وَ لوْنُ النضج ِ بانْ وَ الـبـشـاراتُ تـوالتْ ، ثمَّ يَوْمُ الجَني ِ آنْ ! عِـنـدَ هـذا جـاءَنـا الـفصْلُ ، فوَدَّعْنا الأمانْ يـا مَـعـالـي الضيْفِ ! قلْ لِلقوْم ِ أسْيادِ المَكان تـوْأمـان ِ اتـحَـدا طوْعاً..... لِماذا يُفصلان ؟ * * * يـا مَـعـالـي الـضَّيْفِ أنتَ اليَوْمَ نِبْراسٌ لِجيلْ بـقِـطـار ِ الـجُهدِ وَ الإخلاص ِ مَهدْتَ السَّبيلْ وَ غـدا الـمِـبْـضـعُ في يُمْناكَ بالخيْر ِ يَسيل مِـبْـضـعُ الـرَّحْـمَـةِ كالأمِّ عَلى الطفل ِ يَمِيلْ يُـنـقِـذُ الـبـائِـسَ وَ المَكروبِ بالفِعْل ِ النبيلْ يُـنـجـزُ الـمُـعـجزَة َ البَيْضاءَ بالفنِّ الأصيلْ وَ يُـعِـيـدُ الـبَـسْـمَـة َ الغرَّاءَ لِلوَجْهِ العلِيلْ قـلْ - رَعـاكَ اللهُ - لـلطلابِ في اليَوْم الجَلِيلْ قلْ لهمْ : كيْفَ اقتحَمْتَ الصَّعْبَ وَ العِبءَ الثقيل ؟! كـم تـغرَّبْتَ ؟ وَ كمْ كافحْتَ بالصبْر ِ الجَمِيلْ؟! كـمْ سَهِرْتَ الليْلَ تتلو الدَّرْسَ بالطرْفِ الكلِيلْ ؟! قـلْ لـهـمْ : إنَّ الـمَـعـالـي لا يُدانِيها كسول لا يُـنـالُ الـعِـلـمُ إلاّ حِينما تصْحُو العُقولْ ! * * * لـيْـلـتـي هـذي تـسَامَتْ في ليَالِينا البَديعَة ! وَ الـنـجـاحُ الـمُـرْتجى قدْ أوْقدَ اليَوْمَ شمُوعَه وَ أرى طـلاّبَـنـا سَـاروا عَـلى الدَّرْبِ طلِيعَة يـا رجـالَ الـغدِ ! نِعْمَ الجيلُ إنَ صانَ رُبُوعَهْ ! إنْ أطـاعَ اللهَ وَ اسْـتـغـنـى بأحِكام ِ الشريعَة أنـتـمُ الـرُّوَّادُ .. لِـلأوْطـان ِ أسْـوارٌ مَنِيعَة هـكـذا مَـرَّتْ بـنـا الأيَّـامُ كـالبَرْق ِ سَريعَة كـمْ تـدارَسْـنـا أُصُولَ العِلم ِ دَوْماً وَ فروعَهْ ! يـا رجـالَ الـغـدِ مـا لِلجيل ِ عُذرُ أو ذريعَة ! إنْ وَنوْا عَنْ غيْرهِمْ في كشف ِ أسْرار ِ الطبيعَة ! وَ تـهـانِـيـنـا لِـخِـرِّيجين قدْ صانوا الوَديعَة خـدَمُـوا الـعِـلـمَ وَ فـازوا بالمَقاماتِ الرَّفِيعَة غـايَـة ُ الآمـال ِ يا رُوَّادُ مِنْ حُسْن ِ الصَّنِيعَة : كـلَّ عـام ٍ سَـوْفُ نهدي قوْمَنا ألفَ ( ربيعَة ) ! | قتِيلا