في رثاء أكـرَم رُسـلان

لاعجَبَ قتلوا تحتَ التعذيبِ رُسـلانا

فالجبانُ لايُمكِنُ إلا أنْ يكونَ جبانـا

قتلوا جَسَـدَ الرسّـامِ ولكنهمْ ماقتلوا

قلمَهُ، فصارَ القلمُ رمزاً وصارَ برُكانـا

للهِ دَرُّكَ ياأكـرمْ أيُّهـا البَطَـلُ

بالقلمِ والورقـة تحديتَ سُـلطانا

وغيركَ مِنَ القادرينَ على القتـالِ

يقفـونَ أمـامَ الظُلـمِ خُرسـانا

بُتنا نحملُ لكَ ياأكرمُ برقابنا دَينـاً

لايُوفى إلا بنحرِ هذا النِظامِ قُربانـا

أنت الذي رسَـمتَ المجرمَ على حقيقتهِ

فهُنا رسَـمتَهُ حَشَـرةً وهُنـاكَ ثُعبانـا

وألبسـتَهُ ثيابَ (نيرونَ) في لوحَـةٍ

وفي ثانية، جعلتَـهُ يُشـبهُ جِرذانـا

لاعُذرَ لأحدٍ أنْ لايُحاربَ السَـفّاحَ

إن بالسِلاحِ أو بالشِعرِ والفنِّ أحيانـا

فلنجعَـلِ الدَوِيَ للأشـعارِ قَوافينـا

ولنجعَـلِ القذائِفَ للصُـوَرِ خِلانـا

وليكنْ كُلُّ مُجـرمٍ لنا هدفاً ونُعرّي

الواقفَ معهُ ومن للوطَـنِ قد خـانَ

شَـعبُ سورية يقطعُ لكَ ياأكرمُ عَهداً

ماعادَ سَيُسامِحَ جَلاداً كائِناً مَن كـانَ

ولن يعيشَ بعدَ اليومَ في مزرعةِ أحَـدٍ

فلا خيرَ في بشَـرٍ يعيشـونَ أقيانـا

ولنْ ينسى أنكَ رحلتَ لكي يَحيـا

وأنكَ مِن أجلـهِ أبدعتَهـا الألـوانَ

سَـنُقسِمُ لكَ الأيمانَ أنْ مَهما غَـلا

ثمنُ الحريةِ فنحنُ سَـندفعُها الأثمـانَ