إلى الأخ الأريب الأديب حمَّاد صبح ... وفقه الله
هوامش :
جُعافا : منطرحين أرضا . الموت الذؤافا : القريب العاجل . جِنافا : قبيحا . الذِّفافا : الموت المحقق .
أخي حمَّاد لم تذهبْ جُزافا = لياليَ مـرَّ حاديها مُعـافى
ولم ينسَ المودةَ في قلوبٍ = ولم يُبرِمْ لبسمتها انصرافا
فإنَّ إخاءَنا في اللهِ يبقى = ويأبى روضُ عروتِه الجفافا
أخي كُنَّ ، وما زلنا ، أباةً = ولا نرضى التَّنابذَ والخلافا
لقد جَمَعَ الوفاءُ شتاتَ قومٍ = على حبِّ المآثرِ قد تصافى
وأزهرت الفضائلُ في خُطانا = ونلنا من بيادرِها القطافا
نسيجُ إخائنا يخضلُّ زهوًا = بِِلا كِبرٍ ولا خطلٍ يُجَافى
وتسألُنا الميادينُ الثَّكالى = وما حِدنا ولا مِلنا عِطافا
ولم نُسدلْ جفونًا عن هوانٍ = ولم نركعْ لطاغيةٍ ضِعافا
حفظنا عهدَنا من أن يُوارَى = بكفِّ العصفِ تجرفُها انجرافا
هي الأيامُ ( ياصبحًا ) سقانا = دجاها في الورى سمَّا زعافا
وأوردَنا المهالكَ من أذاها = وأطعمَنا تَعَنُّتَه مُدافا
وهاهي في المدى أممٌ علينا = تداعى شرُّها الأعمى اصطفافا
ففي سورية الثَّكلى دمارٌ = وقتلٌ حيثُ جاؤوها صِلافا
فأخوى في شآمِ المجدِ شذوٌ = وماتَ الحقلُ ماوجدَ الكفافا !
وأهلوها الأشاوسُ قد عرتْهُم = رياحُ البغيِ ما أبقتْ لحافا
وكربٌ فوقَ كربٍ قد تلوَّى = وآخرُ باتَ من جَورٍ مُضافا
وهل يُجدي بكاءٌ أو نواحٌ = وسيفُ الحقدِ قد وصلَ الشِّغافا
ملايينُ الأكارمِ من بنيها = بأيدي الدُّهمِ تأكلُهم عِجافا
وأمَّا المجرمون فقد تمادوا = وظنُّوا شعبَنا أضحى خِرافا
كبا ( ياصبحُ ) في شامي جوادٌ = وكان صهيلُه أعلى هتافا
هي الأيامُ ( ياحمَّادُ ) حبلى = نراها مدلهمَّاتٍ ذُؤافا
ونجوايَ الأثيرةُ ماطواها = أذى صهيون إذ للقدسِ وافى
فلسطين الحبيبةُ في قلوبٍ = على اسمِ اللهِ ماوهنتْ مخافا
فربُّ العرشِ يحميها ، ويُردي = أعاديها البغاةَ بها جُعافا 1
لهم يومٌ بوادرُه تجلَّتْ = يرون بوقدِه الموتَ الذُّؤافا 2
فإنَّ وجودَهم في الأرضِ داءٌ = تنزَّى باغيًا وعوى جِنافا 3
تشبَّثَ حقدُهم فيها ، وأيدي ... = ... الصليبيين تنصرُهم وِقافا
هُمُ الأعداءُ في شرقٍ وغربٍ = قد امتشقوه ظلمًا واعتسافا
وأضعفَ أُمَّتي الثَّكلى بنوها = وقد ألفوا انحرافًا واختلافا
ولكنْ لم يزلْ مجلى المثاني = وضيئًا هلَّ بالبشرى ازدلافا
رسولُ اللهِ أنبأنا بهذا = ونادانا ثقالا أو خِفافا
هنا في أُفقِنا المربدِّ تغلي = قلوبٌ جودُها للهِ وافى
لقد هبَّ النيامُ فلا التَّغاضي = عن الإجرامِ يجديها التفافا
ولا هذا الهوانُ أتى بخيرٍ = ولا مَن قال : فأتوها لِطافا
لقد كذبوا فما للسَِّلمِ معنى = وقد سالتْ مواجعُنا رُعافا
وأهلُ الأرضِ في لهوٍ وشُربٍ = سكارى وارتووا منها سُلافا
ألا إنَّ الذي يشكو الرزايا = لغيرِ سلاحِه يجد الذِّفافا 4
فليس لأُمَّتي في العصرِ نصرٌ = إذا لم تأتِ بالهِمَمِ اقتحافا
وتُعلي رايةَ الإسلامِ فيه = وترفعُ عن عزيمتِها الغلافا
مصيبتُنا أجلُّ وقد تعرَّتْ = وبائعُهـا اللعينُ اليومَ خافا !
تنادينا الشَّريعةُ كلَّ آنٍ = لكي نحيا اجتماعا و ائتلافا
أراها رغم نكبتِنا صباحًا = جديدَ الطَّورِ يوليها انعطافا
سأتى بالفتحِ مشبوبَ الحنايا = يجددًها برفعتِه اكتنافا