الشيخ محمد هشام سرميني، 1936 - 2016
علماء بلاد الشام قناديل بيضاء، تشرق بعظمة الإسلام ومتانة بنائه، وتتحرك بوهج أنوارهم.
أكرم الله بلاد الشام بعلمائها المخلصين العاملين، الذين زرعوا قلوب الناس بوسطية الإسلام، فكان حصادهم أجيالاً مؤمنة، يتطاير عطرها في آفاق العالم الإسلامي قديماً وحديثاً.
كل المحن التي مرت على بلاد الشام لم تخفض للإسلام راية.
شيخنا محمد هشام سرميني من أسرة علمية حلبية نهضت بالعلم الشرعي، فوالده الشيخ كامل سرميني رحمه الله إمام وخطيب جامع البهرمية بحلب، وقد ورث العلم الشرعي عن والده، هذا الوالد دفع بولديه إلى العلم الشرعي حتى تبقى الشجرة العلمية دانية الثمار لعباد الله، الشيخ عدنان_رحمه الله_ والشيخ هشام_رحمه الله_
درس الشيخ هشام في الثانوية الشرعية بحلب_الخسروية_ أزهر سوريا، ثم تابع دراسته في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وعمل لسنوات طوال مدرساً لمادة التربية الإسلامية بحلب، وأعطى لطلابه وطالباته الصورة المثلى للعالم المسلم، والأستاذ المربي الذي تتحرك في قلبه حرارة الإسلام، وكان يبلغ نداء ربه إلى كل طالب وطالبة.
كان يرتدي ثياب علماء بلاد الشام، جبة طويلة ويضع على رأسه عمامة ( طربوش أحمر ويلفه شاش أبيض) و يزين وجهه لحية جميلة.
كان الشيخ هشام وأخوه الشيخ عدنان_رحمهما الله_ من المساندين الداعمين لعمل الشيخ الصوفي الرباني عبد القادر عيسى_رحمه الله_
ترك الشيخ هشام عمله في حلب في بداية الثمانينات لظروف قاهرة، وتابع عمله في التدريس الديني في مكة لفترة بسيطة ثم تابع عمله في ثانوية الفلاح في جدة، وعمل إماماً وخطيباً في مسجد الفتيحي في جدة.
سلبه المرض الصحة، حتى أتى أمر الله، وعادت روحه إلى خالقها، ودفن في المدينة المنورة يوم الجمعة 22 كانون الثاني 2016
12 ربيع الآخر 1437.
رحم الله الشيخ هشام وأسكنه فسيح جناته، و إنا لله و إنا إليه راجعون.
وسوم: العدد 652