الشهيد البطل زاهر الشرقاط
طلبها صادقا فنالها
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر
فليس لعين لم يفض ماؤها غدر
توفيت الآمال بعد زاهر
وأصبح في شغل عن السفر السفر
منذ عشر سنوات تفرست في وجهه ملامح الجهاد وعلائم النبل ، فكنت أرسل له مع أبيه معونة تعينه السير إلى العلا
ولما وصل للقمة وبزع نجمه أتاه الغدر الجبان من الخلف ، فسقط في أرض عنتاب مضرجا بدمه
غسل الشهيد ذنبوبه بدمائه
ومضى يميس مسربلا بصفائه
يرنو الى الدنيا وقد كلفت به
مترفعا كالنسر في عليائه
كان يصول ويجول بإقدام يتوقد ،
وعطاء يتجدد في قناة حلب ويحاور الدعاة ، فأبدع في ( من الخنادق ) و ( خطوط النار ) واستضاف منظري الحركة الإسلامية فكشف الزيغ والفجور
زارني قبل شهر وقال لي : أدع لي ، فقلت وهل يدع قاعد لمجاهد ؟؟
( وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما) وعزائي أن الله تعالى قال قبلها ( وكلا وعد الله الحسنى ) اللهم أمين
فقال : أنت من علمتنا الجهاد فابكاني
زاهر : شاب يحمل الإجازة في الشريعة ، صدق الله في جهاده ، فأصدقه الله وعده ، وألبسه التاج ( ويتخذ منكم شهداء ) ،
زاهر : شاب ذو عزيمة واصرار ، ذو فهم وثقافة ، لم يكن ذا عمامة لكن ذا إيمان عظيم ، ولانزكيه على الله
أدرك خطر المد الشيعي فوقف له مع إخوانه بالمرصاد .
زاهر : كان شعلة ضياء في ليل حالك الظلمات ، من أوائل من اشتعل فتيل الثورة في المدينة مع إخوانه
زاهر : شاب من شباب جماعة الإخوان ، حمل رايتهم ، وعمل على تحقيق مبادئهم : الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله اسمى امانينا
فليطمئن فضيلة المراقب العام بأن جنوده يملاؤن الساحات ، ولقد قتل إمامهم حسن البنا في أكبر شارع في القاهرة بيد جزار مصر ، وزاهر قتل في شوارع عنتاب على يد جزار سوريا وبغاتها
إذا مات منا سيد قام سيد
قؤول لما قال الكرام فعول
عرف الفقيد بنظره الثاقب أن جامع الصديق بمدينة الباب كان منطلق الجهاد ومبعث أنواره ، فرفض أن يصعد هذا المنبر أغرار فأعلنها مدوية أن هذا المنبر لمن بناه ، ولما ضويق أخذ جمهور المسجد وخطب فيهم على الرصيف
زاهر : فاجأني في أول يوم في أيام رمضان المبارك يطرق باب داري لمشاركتي الإفطار المتواضع ومعه رفيق دربه ورفيق الشهادة الشهيد باذن الله ياسر أبو الشيخ ، وأنشدني بعد الإفطار
أماه ديني قد دعاني للجهاد وللفدا
أماه إني ذاهب للخلد لن أترددا
أماه لاتبكي علي إذا سقطت ممددا
فالموت ليس يخيفني ومناي أن استشهدا
اجل سقط ممددا برصاصة غادرة ، من طغاة قتلة ، ومن بغاة فجرة
إلى أن قال :
الله أكبر كلما صوت المدافع زغردا
الله أكبر كلما صدح الرصاص وغردا
يازاهر وأنت في عليائك مع الشهداء الأبرار إن شاء الله :
عليك سلام الله وقفا فانني
رأيت الكريم الحر ليس له عُمرُ
تردى ثياب الموت حمرا فما أتى
لها الليل إلا وهي من سندس خضر
عليك سلام الله ياشهيد الكلمة
كل العيون والالسن تقول :
( رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا ، إنك إن تدزهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )
أيها القاتل الضال خسئت أنت ومن بعثك لتغدر ؟؟؟
ان الراية لن تسقط على الأرض ،
وفداؤها كل الرجال الاحرار ،
والمسلمين الأبطال ،
وإلى كل دعاة الإسلام في ديار الغربة أن تكون يدهم على الزناد دائما ، فالغدر فاتح فاه ، كونوا جميعا على حذر ويقظة ، وحمل السلاح سنة ، وإخافة أعداء الله فرض
وإلى قائد المجاهدين الدكتور محمد حكمت وليد التحية والمحبة والاجلال
وإلى آل شرقاط ، إلى آل عثمان ، إلى كل ابناء مدينة الباب ، إلى كل المجاهدين : اعظم الله أجركم .. وهنيئا لكم الشهادة
فجعت لفرط فراقك الإخوان
وتأججت بقلوبهم نيران
في كل قلب من فراقك لوعة
وبكل عين مدمع هتّان
والله أكبر .. ولله الحمد
وسوم: العدد 663