لك اليراع
في رثاء الداعية الأديب المفكر شاعر الإسلام أستاذنا محمد منلا غزيل الطائي المنبجي رحمه الله.
إنْ لــمْ يُـخـلِّـــد ذكـرَكَ الأبـنــــاءُ
فـلَـكَ الـيَـراعُ مُـخَــلِّـــــدٌ وَضّــــــــاء
وبَكَت عَـلـيـكَ مَـنـابِــرٌ ومَـجالــسٌ
إن لم تكُن لـكَ في الدُّنى حَـوراءُ
قد كنتَ فارِسَـها المُجَلِّيَّ تَنتَضي
سَــيفَ الـبَـيـانِ ودَأبُهــا الإصْـغــاء
طُـلّابُ عِـلـمٍ في ظِـلالِـكَ أزهَــرَت
فـيـهـم بَسـاتينُ الـهُـدى الـغَـنّــــاءُ
فـجـميـعُـهـم أبنـاءُ قَـدْ أورَثـتَـهُـم
إن لــــــم تُـوَرِّث مـــــا ذَرَت آبـــــــاءُ
صَفَحاتِ فكرٍ مُشرِقاتٍ في المَدى
تَـبـقى إذا غَـرَبَت هـنــاك ذُكـــــاءُ
وعُـيــونَ شِــعـرٍ دامِـعـاتٍ مِـن أســىً
إنْ مَــسَّ أمَّـــةَ أحـمَــدَ الـضَّـــــــرّاء
ومُـهَـــلِّـلاتٍ بِـالـبَـشــائـرِ دعـــــــوَةً
لـتَـعِـزَّ فـيـهـــا الـشِّــرعَـةُ الـغَــــرّاءُ
كالروحِ تَسري في الحَياة لتَرتَقي
هِـمَـمُ الضِّـعـافِ فَـدونَـهـا الجَـوزاءُ
وروائـعـاً قــدْ صُـغـتَـهـا دِيـبـاجَــةً
بِـبَـيـانٍ فَـــذٍّ جــالَ حَيثُ يَـشـــــاءُ
فـيـهـا يَـلـــوحُ الـبُحـتَريُّ مُـرَنِّـمــــاً
بـمَـهـابَـةٍ يَـســمـو لَـهـا الـشُّــعــراءُ
لم يُفلحِ السَّـجنُ الطَّويلُ بِلَجمِهـا
أو يَـبــقَ لـلـجَــــلّاد فـيـكَ رَجــــــاء
واسـتخدمَ الطّـاغوتُ كلَّ وَسـيلَـةٍ
فـارتَــدَّ عَـنـكَ يَـشُـــــلُّـهُ الإعْـيــاءُ
وأبَـيـتَ إلّا أنْ تَـعـيــشَ مُـرَبِّـيـــــــاً
وبـبـابِـكَ الأدَبــــاءُ وَالـخُـطَــبـــــاءُ
تَدعـو إلى الإســلامِ تُثري أهـلَـهُ
عِلـمـاً وفِـكـراً يَسـتَـقـيـهِ ظِـمــــاءُ
ما أرمَـشَ السَّـوطُ المُـدَلّى مُـقـلَةً
لكَ أو أخـافَـكَ حـولَـكَ الـرُّقَـبـاءُ
ولقد قرأتُكَ في الطُّفولَةِ شاعِراً
فـأهـابَـني بـكَ مَـنطِــــقٌ وَعَــــلاءُ
حتّى لَقيتُكَ في الشَّبابِ فهالَني
ذاكَ التَّواضُـعُ والنُّـهى الـمِـعـطـاءُ
فلقَدْ جَمعتَ مِنَ الخِصالِ مَكارماً
لمْ يُحْصـِهـا إلا الأُلى.. الخُلَصـاءُ
نرجـو بهـا لـك عند ربك رفـعـةً
إن الـمَـكــــارِمَ عِـنْــدَهُ شُـــــفَـعـاءُ
يا أرضَ مَنْبَجَ إنْ ضَمَمْتِ غُـزيِّـلاً
فَإلـيـكِ يَـسـعى في الـبـلادِ ثَنـاءُ
فلـقدْ قضى فيكِ الحياةَ مُحَمّداً
وضَممتِهِ بـكِ حينَ حـانَ قضـاءُ
يا ربِّ لا تَحرمْـهُ فضلَـكَ رَحْمةً
إن الـكَـرامَ بِمَـنْ وَلُــوا رُحَـمـــــاءُ
فلقدْ قَضى للحَـقِّ يدْعو عُمـرَهُ
لمْ يَسْـتَمِلْهُ عن الهُـدى خُلَطـاءُ
أو يَجْـنِ دُنيـا فيكَ وهيَ تجـيـؤُه
فَــيَــرُدُّهـــا لــمْ يُـغْـــوِهِ إغـــــراءُ
ولأنْتَ أعْلَمُ بالبَواطـنِ فاغفرَنْ
زلّاتِـهِ فـجَـمـيـعُـنــا خَـطّــــــــــاءُ
وصلى الله على إمام المتقين وقدوة الصابرين وأسوة المحتسبين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وسوم: العدد 666